أشارت تقارير استخباراتية غربية الأسبوع الماضي إلى تسرب كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التابعة لنظام الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي إلى دارفور وتشاد ولم تتردد بعض المؤسسات الاستخباراتية الغربية في توجيه التهم بتسريب تلك الأسلحة إلى منظمات إرهابية بينما اتهمت أخرى حركة العدل والمساواة السودانية بنقل تلك الأسلحة إلى دارفور وذلك للعلاقات الطيبة التي كانت بين النظام الليبي وقادة الحركات المسلحة بدارفور خاصة حركة العدل والمساواة التي اتهمها من قبل الثوار الليبيون بدعم نظام العقيد معمر القذافي ومده بالرجال والأسلحة الأمر الذي نفته الحركة في بيان لها قبيل عودة رئيسها إلى الحدود في الحادي عشر من سبتمر الماضي وقال سفير السودان لدى المنظمة الدولية دفع الله الحاج علي إنه ليست لدى الحكومة معلومات مؤكدة بعدد تلك الأسلحة، التي يعتقد أن حركة العدل والمساواة أدخلتها إلى دارفور. من بين الأسلحة التي اختفت في أعقاب سيطرة الثوار على ليبيا صواريخ (سام 24) الروسية المصممة للتصدي للطائرات القتالية الحديثة والقادرة على إصابة هدف جوي على ارتفاع (11) ألف قدم، وكذلك عدد من صواريخ (سام 7،9) التي يمكن استخدامها ضد الطائرات المدنية والطائرات من دون طيار وأشار الخبير العسكري العميد معاش حسن بيومي إلى أن وقوع الأسلحة المذكورة في يد حركات التمرد يعني تحولاً في مسار العمل العسكري بدارفور وقال ل(الأهرام اليوم) إن صورايخ سام (24،9،7) قادرة على إنزال أية طائرة عسكرية كانت أم مدنية لكن مصادر أخرى تستبعد أن تكون حركة العدل قد حصلت على هذه الصواريخ. في الأثناء قال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ل(الأهرام اليوم): «لا أستطيع أن أؤكد أن الحركة أدخلت أسلحة من ليبيا إلى دارفور» إلا أنه كشف عن تدمير عربة محملة بالذخائر تابعة لحركة العدل والمساواة يشتبه في أنها تنقل أسلحة من ليبيا إلى دارفور وأكد أن القوات المسلحة تكثف عمليات الاستطلاع ودوريات المراقبة في المناطق الحدودية بين السودان وليبيا وتشاد حتى لا تجد حركة العدل والمساواة فرصة للوجود المطمئن في المنطقة وأضاف أن هذه التحوطات استطاعت أن تحد من تحركات الحركة ويرى بعض المراقبين أن زيارة مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا مؤخراً إلى دولة تشاد لها ارتباطات وثيقة بملف أسلحة النظام الليبي وما أوردته التقارير الاستخباراتية حول دخولها إلى دارفور وتشاد وأفاد مصدر عسكري تشادي بأن الجيشين السوداني والتشادي وضعا في حالة تأهب قصوى بعد عبور قوات من حركة العدل والمساواة الحدود التشادية باتجاه السودان. وأكد المصدر أن عناصر من حركة العدل والمساواة المتمردة في إقليم دارفور عادت من ليبيا وعبروا الحدود التشادية إلى المنطقة المشتركة بين تشاد وليبيا والسودان. وأضاف أن حوالي (100) سيارة اجتازت الحدود بين تشاد وليبيا، وهي منطقة صحراوية وجبلية واسعة، وأن هؤلاء المتمردين وصلوا إلى الحدود مدججين بأسلحة جاءوا بها من ليبيا. في الأثناء أعرب دبلوماسيون في الأممالمتحدة عن قلقهم إزاء أنباء تسرب أسلحة النظام الليبي المنهار إلى دارفور. وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة إن بلاده تشعر بالقلق إزاء هذه المسألة. وقال إنه لا يستبعد دخول كميات كبيرة من الأسلحة إلى دارفور وربما شمال تشاد. ونقلت تقارير صحفية عن المسؤول الجديد عن حفظ السلام في الأممالمتحدة إيرفيه لادسوو أن العقيد معمر القذافي كان ينقل أسلحة من مستودعات عسكرية ومصانع ومواقع أخرى بدون إجراءات أمنية تذكر عندما تصاعد القتال في ليبيا بجانب أن هناك معدات وأسلحة تركت في مستودعاتها من دون حراسة بعد انهيار ذلك النظام وأن أفراد ميليشيات مسلحة ومدنيين شاركوا في نهب تلك المستودعات وربط البعض ذلك بتهديدات المسؤولين بحركة العدل والمساواة الأسبوع الماضي بضرب مناطق الولاية الشمالية ونهر النيل بل إن الحركة ذهبت إلى أكثر من ذلك بتهديدها أمس الأول بأنها قد تهاجم الخرطوم في وقت قريب وقال مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة جبريل إبراهيم: «إذا لم ننقل الحرب إلى عقر دار النظام في الخرطوم فإن الحكومة لن تهتم بإصلاح الأوضاع أو السعي الجدي للوصول إلى اتفاق سلام» الأمر الذي يعزز أنباء حصول الحركة على أسلحة النظام الليبي التي فقدت عقب انهيار نظام معمر القذافي لكن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أن الحركة ليس بمقدورها أن تقوم بأي عمل عسكري في ولايات دارفور أو الشمالية وأضاف أن حديث قادة الحركة لا يعدو أن يكون مجرد كلام لا يرقى إلى التنفيذ. إذن سيكون الحال هكذا خاصة مع انتهاء فصل الخريف الذي تجمد فيه الحركات المسلحة عملها العسكري لصعوبة التنقل بسبب الأوحال والأودية التي تعوق حركة الآليات العسكرية.