فيما يتعلق البعض بتلابيب مخابئ أسرار السياسيين والحزب الحاكم؛ تعلّق جلابية بيضاء مكوية ومعطّرة بطيب المسؤولية المجتمعية من إدارة المرور ومجموعة (فكرة) الإعلامية ومجموعة شركات (دال) تجاه تعزيز مفهوم العصا البيضاء التي وافق الاحتفال بيومها بداية هذا الأسبوع، مع حملة توعوية - تطرقنا إليها - ستستمر إلى ثلاثة أشهر قادمة بإذن الله حتى نخطو خطوة آمنة ومتقدمة في مفهوم السلامة المرورية ولا ريب في تطوير انخراط أصحاب الحاجات الخاصة في المجتمع بشكل يتناسب مع قدراتهم التعليمية والفكرية والمهنية، وبما يستحقونه من تدبّر لحاجاتهم الأساسية. تتأسس فكرة الحملة من فهم إشارات العصا البيضاء للمكفوفين، لمساعدتهم على المرور في الطرقات، وللتجاوب المنطقي مع حقوقهم المرورية بدون مشاعر الشفقة أو التعاطف غير المجدية. وقد تطلب تحقيق نصر تطبيقي لدى الإدارة العامة للمرور في ما يخص أمر العصا البيضاء وقتاً طويلاً من التعريف بحقوق المكفوف في الطريق إلى تضمين إشارات العصا البيضاء داخل لوائح قانون المرور والمخالفات والإعلانات والمركبات العامة، بجانب الدورات التدريبية المتقدمة لرجال المرور على الإشارات نفسها. وبنفس الروح المتعاونة والمتعارف عليها عنها، التزمت مجموعة (دال) باستجلاب عدد (1000) عصا بيضاء - كذلك إدارة المرور فعلت - كشريك مجتمعي وفاعل في المشاريع الاجتماعية الخيرية والتطويرية. ولتوزيعها على المكفوفين لمساعدتهم على السلامة المرورية، ومساهمة في الحملة الاجتماعية للعصا البيضاء، وإذ إنها يجب أن تتوفر فيها شروط تصميم وألوان محددة كعصا، ومع استمرارية توزيعها من قبل بعض المنظمات بشكل غير دوري بما يفوق العشرة آلاف عصا - حتى الآن - بجانب ما تؤديه وزارة الرعاية الاجتماعية في ذات السياق، وتوفرها في المحال والصيدليات بأسعار تتراوح بين (45 - 60) جنيها إلا أن كثيرا من المكفوفين لا يستخدمونها بذاتها المعنية، إنما بعض العصي المألوفة والعادية المصنوعة من الأخشاب أو الحديد العادي. إن العدوى الإيجابية بتطوير السلوك المجتمعي تجاه تغيير كثير من العادات السيئة اليومية، هي ما تحاول مثل مجموعة (فكرة) الإعلامية وبعض المنظمات الطوعية، توطيده من خلال الحملات التوعوية التي تقوم بها عبر شراكات إعلامية مع بعض الفضائيات والإعلام المقروء والمؤسسات الكبرى أو الحملات التفاعلية مع الجمهور. وما (العصا البيضاء) إلا نموذج ناجح لتحقيق نصر على كافة المستويات من اللوائح والقوانين - سيتم تدريس إشارات العصا البيضاء لكل من يودون الحصول على رخصة القيادة. - إلى التطبيق العملي على أرض الشارع. وقد تصبح العصا البيضاء أيضاً، التقليد الجيد للسلوك المسؤول تجاه سلامة الناس والمجتمع. مجتمعين كشعب أصبحنا، على تثبيت العصا بجانبنا - إشارة قطع الشارع مع المارة - بعد أن رفعناها إلى أعلى - إشارة الاستغاثة - لمّا كانت الحكومة تخبرنا أنها تملك (عصا موسى) لتحويل الأفاعي الثلاث (الجهل، الفقر، المرض) إلى غبار تذروه رياح التغيير والعدالة الاجتماعية، فما أنقذتنا وتحولت عصاها - سبحان الله - هي نفسها إلى أفعى تلقف ما صنعنا من تاريخ وجغرافيا وعلوم! مؤمنين صرنا بأن عصا الكفيف لم تعد متوقفة على فعلها القديم بأن يتحسس بها أو يتوكأ عليها أو يضرب بها! إنما ليلقيها على كافة يمين شارعنا، بإشارات هي المآرب الأخرى التي نفهمها وننفذها بإذن الله.