} نفرد مساحة الكرات العكسية اليوم لرسالة من بين رسائل الاعزاء القراء التي ملأت البريد.. الى كلماتها: } الأخ / محمد كامل سعيد.. الرجاء التكرم بنشر هذا المقال بصحيفتكم العامرة وشكراً معلوم ان ما تقدمه الاندية على مستوى العالم من انجازات وما تحرزه من بطولات اقليمية ودولية يصب في مصلحة الدول التي تمثلهاهذه الاندية وتعطي انتصارات هذه الاندية مؤشرا لتطور كرة القدم بالدول وتترك انطباعا جميلا للمتابع والمحلل حول الكرة فضلا عن ان الاندية وبصولاتها وجولاتها وانتصاراتها على المستوى القاري تجعل المشجع العادي يتعرف على ما كان خافياً عليه في تلك البلدان مع العلم ان انتصارات الاندية لا تمثل شيئا ولا تضيف لأية دولة في التصنيف الدولي لسبب بسيط هو ان هذه الاندية تضم عددا من اللاعبين غير وطنيين يقودون دولتهم الاصلية لتحقيق الانتصارات والانجازات.. وما تحققه الاندية عبارة عن انتصارات محدودة وسريعة النسيان وتبقى فقط انجازات المنتخبات الوطنية.. سقت هذه المقدمة مساهمة متواضعة مني لمناقشة امر تطور كرة القدم في السودان فما تحقق في السنوات الاخيرة من انجازات لاندية الهلال والمريخ الذي لم يصل لمرحلة التتويج بالالقاب الا انه اثر سلبا على مسيرة المنتخبات الوطنية خاصة الاول الملاحظ ان مسيرة الكرة بالسودان قد تطورت نسبيا بعد دخول الاحتراف والتعاقد مع بعض المحترفين المميزين خاصة: كلتشى، قودوين يوسف محمد، والمرحوم ايداهور وللحقيقة فقد ساهم تطور هؤلاء اللاعبين نسبيا في تطور مستويات المحترفين الوطنيين وخلق منافسة شريفة اسهمت في تطور اداء المنتخب الوطني فوصل نهائيات غانا بعد غياب اكثر من 30 عاماً. كما وصل الهلال لنصف النهائي لاول مرة بعد تعديل نظام بطولة الاندية كما وصل المريخ لنهائي الكونفدرالية هذا الامر شجع الاندية لزيادة عدد المحترفين الاجانب بالتجنيس تحايلا على قوانين ولوائح الاتحاد ظنا ان المريض الذي كتب له الطبيب روشتة ليتناول جرعة واحدة يومياً ليشفى خلال شهر أنه ربما يشفى غداً لو تناول كل الجرعات في يوم واحد! هذا بالضبط كان تفكير ادارات الاندية وللاسف الشديد وجدت مساعدات كبيرة من عدد من المسؤولين لتحقيق رغباتها في التجنيس فارتفع عدد اجانب المريخ الى 7 والهلال الى 5 فكانت النتيجة خروج المريخ لاول مرة من الدور الاول فيما وصل الهلال لدور المجموعات بصعوبة ولدور الاربعة بمعجزة! هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى سعت القمة لتسجيل كل من تسول له نفسه الظهور والتألق من اللاعبين المحليين وشطبه في نهاية الموسم بعد حجزه وعدم اتاحة الفرصة له للعب وحرمان فريقه الاول منه والنتيجة قتل المنافسة التي تصبح ضعيفة لا تعد بطلا حقيقياً لان كل اللاعبين المميزين قد تم حجزهم وقتل مواهبهم وبالتالي فان هذه المنافسة بهذا الضعف والهوان لا يمكن ان تعد المنتخب الوطني. فيضطر مدرب المنتخب لاختيار لاعبين جدد اقل مستوى من السابقين حتى هؤلاء لا يسلمون من مليارات القمة!! فتشطب السابقين وتسجل المتألقين الجدد مليارات تروح ومليارات تجيء والحال ماشي للأسوأ بسرعة الصاروخ والسلطات الرياضية تتفرج على بطش القمة بالكرة السودانية والشخص الوحيد الذي يجب ان نعطيه حقه والذي حاول مرارا الوقوف في وجه القمة والحد من خطورتها ولجمها هو الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد السابق فلم يسلم هو نفسه من سطوة القمة فاسقطته بضربة مزدوجة ليخلو لها الجو لمواصلة العبث بالكرة وبالفعل فبمجرد ذهابه رفع سقف التسجيل من 23 الى 25 اضاف ذلك خانتين لكل ناد لتخزين المواهب وتدميرها بعد حرمان بقية الاندية منها. ان مصيبة الكرة في السودان ان الكل يتعاطف مع ناديه (المسؤول والاعلامي والاداري والمشجع). المسؤول يتعاطف مع النادي ويسعى لكسب تعاطف الاعلام والجمهور معه للحفاظ على مقعده والاعلام الظاهر والمؤثر هو اعلام القمة في الصحف والقنوات ولا يوجد اعلامي واحد يسعى من خلال ادائه لسيادة المنتخب قبل ناديه (الا من رحم ربي) فيتضاءل الانتماء للوطن وانقسم الجمهور الى حزبين كبيرين على مستوى السودان. يسافر مريخ الخرطوم ليلاعب مريخ نيالا نجد ان مشجع نيالا الذي لم ير الخرطوم في حياته يشجع مريخ العاصمة بحرارة ضد مريخ وطنه الصغير الذي لا يجد من يشجعه الا هلالاب المنطقة كراهية في مريخ العاصمة وليس حبا فى ناديهم هذا الامر ينطبق بنفس الصورة على الهلال فكيف تريدون لكرة القدم ان تتطور امام ثورة الاعلام الرياضي المنحاز لتجهيل الناس؟ والمسؤولون عن الرياضة يساعدون القمة في التجنيس لكسب ود جماهيرها. ولتطور الكرة وقبل ان نهتم بالبنيات التحتية وتوفير الدعم للمنتخبات والتخطيط السليم لتحقيق التطور والنهوض بالكرة لا بد من لجم القمة والحد من خطورتها بالقوانين واللوائح وما تردده القمة عن تحرير اللاعب كلمة حق يراد بها باطل دائماً. ونبدأ بتحديد سقف اللاعبين بالدوري الممتاز ب 20 لاعبا يجوز للنادي الاستعانة بعدد 10 لاعبين اخرين من فرق الشباب والناشئين بكل ناد هذا الامر يحقق (شيئين) اولا عدم الهجوم على الاندية الا لتسجيل اللاعب الذي سيلعب بدون تخزين وثانياً الاهتمام بفرق الشباب والناشئين مستقبل الكرة السودانية. ثالثاً/ تقييد القمة بتسجيل 3 لاعبين اجانب فقط بينما تمنع الدولة التجنيس بتحديد شروط مستحيلة التحقيق ومن بينها ان يبقى اللاعب فترة 5 سنوات بالسودان ورصد أدائه وأخلاقه وسلوكه الاحترافي ثم موافقة الاتحاد ومدرب المنتخب الاول ووزير الشباب والرياضة. التجنيس في كل الدنيا يتم باسس وشروط من بينها ان يبقى اللاعب عدة سنوات للاطمئنان على اخلاقه وانضباطه وسلوكه الاحترافي اما التجنيس هنا فيتم فور وصول اللاعب الى ارض الوطن كما ان غالب الدول التي تجنس تفتقر الى الكوادر البشرية مثل البحرين وقطر وغيرها اما السودان فبه اكبر عدد من الاندية على مستوى الوطن العربي واكبر عدد من اللاعبين يحتاجون الى مدربين اكفاء لقيادتهم وكان الاجدى من القمة وهي تمتلك هذه الاموال ان تنشئ اكاديميات لتعليم كرة القدم من اعمار صغيرة والاستفادة منهم في النادي وتسويقهم للاندية الخارجية كما يفعل اسيك العاجي.. فاذا لم يتحقق هذا الان فيمكن تحقيقه في الاعوام القادمة. ولكن الدولة يمكن ان توقف التجنيس نهائياً يكفينا سلوك الحضري الاحترافي والتدهور الذي تم للمنتخب الاول. والله الموفق الجيلي فرح القاسم صحفي وكالة السودان للأنباء