معلوم ان ما تقدمه الانديه على مستوى العالم من انجازات وما تحرزه من بطولات اقليميه ودوليه يصب فى مصلحة الدول التى تمثلها هذه الانديه وتعطى انتصارات هذه الانديه مؤشرا لتطور كرة القدم بالدول التى تنتمى اليها هذه الانديه كما تترك انطباعا جميلا للمتابع والمحلل حول كرة القدم بهذه الدول فضلا عن ان هذه الانديه وبصولاتها وجولاتها وانتصاراتها على المستوى القارى تجعل المشجع العادى يتعرف على الدول ويعتقد بان كرة القدم فيها قد تطورت كل ذلك صحيح ولكن تطور هذه الانديه لا يقاس به تطور كرة القدم فى البلد على مستوى الدولى ولا تمثل شيئا بل ولا تضيف شيئا لأيه دولة فى التصنيف الدولى لقياس تطور الكرة بها لسبب بسيط هو ان هذه الانديه تضم عددا من اللاعبين غير وطنيين يقودون دولتهم الاصليه لتحقيق الانتصارات والانجازات .. وما تحققه الانديه عبارة عن انتصارات محدودة وسريعة النسيان وتبقى فقط انجازات المنتخبات الوطنيه . سقت هذه المقدمه مساهمة متواضعه منى لمناقشة امر تطور كرة القدم فى السودان فما تحقق فى السنوات الاخيره من انجازات لاندية الهلال والمريخ والذى لم يصل لمرحلة التتويج بالالقاب الا انه اثر سلبا على مسيرة المنتجات الوطنيه خاصة الاول .الملاحظ ان مسيرة كرة القدم بالسودان قد تطورت نسبيا بعد دخول عالم الاحتراف والتعاقد مع بعض المحترفين المميزين خاصة : كلتشى ،قوديون يوسف محمد ، والمرحوم ايداهور وللحقيقه فقد ساهم تطور هؤلاء اللاعبين نسبيا فى تطور مستويات المحترفين الوطنيين وخلق منافسه شريفه اسهمت فى تطور اداء المنتخب الوطنى فوصل نهائيات غانا بعد غياب اكثر من 30 عاماً . كما وصل الهلال لنصف النهائى لاول مرة بعد تعديل نظام بطولة الانديه كما وصل المريخ لنهائى الكونفدراليه هذا الامر شجع الاندية لزيادة عدد المحترفين الاجانب بالتجنيس تحايلا على قوانين ولوائح الاتحاد ظنا من هذ ه الاندية ان المريض الذى كتب له الطبيب روشتة ليتناول جرعة واحدة يومياً ليشفى خلال شهر أنه ربما يشفى غداً لو تناول كل الجرعات فى يوم واحد! هذا بالضبط كان تفكير ادارات الاندية وللاسف الشديد وجدت مساعدات كبيرة من عدد من المسئولين لتحقيق رغباتها فى التجنيس فارتفع عدد اجانب المريخ الى 7 والهلال الى 5 فكانت النتيجة خروج المريخ لاول مرة من الدور الاول فيما وصل الهلا ل لدور المجموعات بصعوبة ولدور الاربعة بمعجزة! هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى سعت القمة لتسجيل كل من تسول له نفسه الظهور والتألق من اللاعبين المحليين وشطبه فى نهاية الموسم بعد حجزه وعدم اتاحة الفرصة له للعب وحرمان فريقه الاول منه والنتيجة قتل المنافسة وجعلها منافسة ضعيفة لا تعد بطلا اعدادا جيدا لان كل اللاعبين المميزين قد تم حجزهم وقتل مواهبهم وبالتالى فان هذه المنافسة بهذا الضعف والهوان لا يمكن ان تعد المنتخب الوطنى فيضطر مدرب المنتخب لاختيار لاعبين جدد اقل مستوى من السابقين حتى هؤلاء لا يسلموا من مليارات القمة!! فتشطب السابقين وتسجل المتألقين الجدد مليارات تروح ومليارات تجى والحال ماشى للاسوأ بسرعة الصاروخ والسلطات الرياضية كلها تتفرج على بطش القمة بالكرة السودانية والشخص الوحيد الذى يجب ان نعطيه حقه والذى حاول مرارا الوقوف فى وجه القمة والحد من خطورتها ولجمها هو الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد السابق فلم يسلم هو نفسه من سطوة القمة فاسقطته بضربة مزدوجة ليخلو لها الجو لمواصلة العبث بالكرة السودانية وبالفعل فبمجرد ذهابه رفع سقف التسجيل من 23 الى 25 اضاف ذلك خانتين لكل نادى لتخزين المواهب وتدميرها بعد حرمان بقية الاندية منها. ان مصيبة الكرة فى السودان ان الكل يتعاطف مع ناديه( المسئول والاعلامى والادارى والمشجع) المسئول يتعاطف مع النادى اولا ويريد ان يكسب تعاطف الاعلام والجمهور معه للحفاظ على مقعده والاعلام الظاهر والمؤثر هو اعلام القمة فى الصحف والقنوات ولا يوجد اعلامى واحد يسعى من خلال ادائه لسيادة المنتخب قبل ناديه الا من رحم ربى فيتضاءل الانتماء للوطن وانقسم الجمهور الى حزبين كبيرين على مستوى السودان يسافر مريخ الخرطوم ليلاعب مريخ نيالا نجد ان مشجع نيالا الذى لم ير الخرطوم فى حياته يشجع مريخ العاصمة بحرارة ضد مريخ وطنه الصغير الذى لا يجد من يشجعه الا هلالاب المنطقة كراهية فى مريخ العاصمة وليس حبا فى نادى بلدهم هذا الامر ينطبق بنفس الصورة على الهلال عندما يسافر هو الاخر لاية منطقة 0اكثر من ذلك نجد مشجعى الهلال العاصمى فى منطقة كاب الجداد يعملون نفرة لدعم الهلال العاصمى !! بينما هلال كاب الجداد لا يجد قيمة تذاكر البص للسفر لاداء مباراة كيف تريدون لكرة القدم ان تتطور امام ثورة الاعلام الرياضى المنحاز لتجهيل الناس ؟ والمسئولين عن الرياضة يساعدون القمة فى التجنيس لكسب ود جماهيرها 0 ولتطور الكرة وقبل ان نهتم بالبنيات التحتية وتوفير الدعم للمنتخبات والتخطيط السليم لتحقيق التطور والنهوض بالكرة لا بد من لجم القمة والحد من خطورتها بالقوانين واللوائح وما تردده القمة عن تحرير اللاعب كلمة حق يراد بها باطل دائماً 0 ونبدأ بتحديد سقف اللاعبين بالدورى الممتاز ب 20 لاعبا يجوز للنادى الاستعانة بعدد 10 لاعبين اخرين من فرق الشباب والناشئين بكل نادى هذا الامر يحقق شيئين اولا عدم الهجوم على الاندية الا لتسجيل اللا عب الذى سيلعب بدون تخزين وثانياً الاهتمام بفرق الشباب والناشئين مستقبل الكرة السودانية ثانيا/ تقييد القمة بتسجيل 3 لاعبين اجانب فقط بينما تمنع الدولة التجنيس بتحديد شروط مستحيلة التحقيق ومن بينها ان يبقى اللعب فترة 5 سنوات بالسودان ورصد أداءه وأخلاقه وسلوكه الاحترافى ثم موافقة الاتحاد ومدرب المنتخب الاول ووزير الشباب والرياضة 0 التجنيس فى كل الدنيا يتم باسس وشروط من بينها ان يبقى اللاعب عدة سنوات للاطمئنان على اخلاقه وانضباطه وسلوكه الاحترافى اما التجنيس هنا فيتم فور وصول اللاعب الى ارض الوطن كما ان غالب الدول التى تجنس تفتقر الى الكوادر البشرية مثل البحرين وقطر وغيرها اما السودان فيه اكبر عدد من الاندية على مستوى الوطن العربى واكبر عدد من اللاعبين محتاجين الى مدربين اكفاء لقيادتهم وكان الاجدى من القمة وهى تمتلك هذه الاموال ان تنشئ اكاديميات لتعليم كرة القدم من اعمار صغيرة والاستفادة منهم فى النادى وتسويقهم لبقية الاندية ويمكن تسويقهم للاندية الخارجية كما يفعل اسيك العاجى .. فاذا لم يتحقق هذا الان فيمكن تحقيقه فى الاعوام القادمة . ولكن الدولة يمكن ان توقف التجنيس نهائياً يكفينا سلوك الحضرى الاحترافى والتدهور الذى تم للمنتخب الاول. والله الموفق الجيلى فرح القاسم صحفي /وكالة السودان للأنباء