التوتر الذي خيم على مدرجات المريخ وتوترت معه أعصاب الكل داخل الملعب من أنصار الأحمر كان مرده لسببين أحدهما ظاهر وهو الحرص على نقاط المباراة والمحافظة على الصدارة. أما السبب المبطن فهو الخوف من مواجهة الهلال إذا تعثر المريخ وباتت مباراة القمة هي الفيصل الحاسم لبطولة الممتاز. ولعل الكفة الراجحة للأسياد في هذا المضمار والتي يعززها عدد مرات فوز الهلال بالكاس طوال السنوات الأخيرة برقم خيالي وصل إلى ضعف عدد مرات فوز المريخ هو الباعث الأساسي للمخاوف والتوترات. وعليه ستتجه أنظار المريخ لمباراة الأهلي باعتبارها الأخيرة والحاسمة التي يعني فوز المريخ بها الفوز بالبطولة دون أن تؤثر مباراة الهلال على الترتيب العام. سيكون تركيز المريخ كبيرا على مباراة الأهلي حتى يحسم الأمر ويظفر بحصاد الموسم ويتجنب تقرير مصيره بوساطة الهلال في عرس الختام. إذن المريخ الذي حافظ على الصدارة طوال الأسابيع الماضية لا يثق في فريقه ولا قدرات لاعبيه وأثبتت مباراة النسور الأخيرة أن لاعبيه نجوم على الورق يتبارون ويتألقون على صفحات الصحف وفي أعمدة الكتاب فيما حبس النسور أنفاسهم وكتموا همسات المدرجات لأكثر من ساعة. نجا المريخ من مطب النسور والخسارة يتحملها المدرب الذي بدأ المباراة مهاجما ولاحت له عدة فرص كشفت تواضع وضعف دفاع المريخ ولكنه تراجع دفاعا. مهما كانت قوة الفريق فإنه لا يستطيع الصمود لما يقارب الساعة. والمؤسف حقيقة أنه أرهق لاعبيه بالتكتيك العالي واستنفد لياقتهم بالأدوار المتعددة هبوطا وصعودا ولم يقم بالاستبدال لتنشيط الفريق وضخ الدماء الجديدة وتفرج على ذوبان اللياقة ولم يتحرك إلا بعد الخسارة وأجرى ثلاثة تبديلات وسط دهشة الجميع. ولكننا لا نملك إلا أن نحيي المدرب واللاعبين معا فقد لعبوا لأنفسهم ولإثبات جدارتهم وليس للهلال. ببورتسودان حسم الأسياد المباراة مبكرا وفي أول ربع ساعة وكان النقر ذكيا وشاطرا وهو يخطط للفراغ من المهمة مبكرا باستغلال ارتباك اللحظات الأولى ساعده التطبيق العالي للاعبين للمهمة والطريقة رغم أن الهلال ونتيجة لضغط الاتحاد لعب المباراة الرابعة وهو يعاني نقصا كبيرا في اللاعبين بدليل أن بكري واصل الأداء في خط الوسط إلى جانب بشة العائد من الإصابة وقائد الفريق هيثم. ونعتقد أن أتير قدم مباراة العمر على الطرف اليمين وكان أفضل من خليفة بل يعتبر أفضل من أدى في هذه الخانة إما لتفوقه أو لتراجع الخصم. تمكن أتير من صناعة الهدفين الأول والثاني ليكون العامل الأقوى في مطر الهلال بالشرق. هجوم الأخ الفاتح النقر على اللجنة المنظمة في محله فاللجنة المذكورة تنام بالأسابيع الطويلة وتلجأ لضغط البرنامج في أيام قليلة دونما مراعاة للاعبين الذين هم في الأصل بشر وليسوا آلات. شارك لاعبو الهلال مع المنتخبات وفي كأس السودان وعادوا من ماراثوان شاق بالبطولة الأفريقية ومع ذلك لم يتعطف عليهم الاتحاد ولم تتذمر إدارة الهلال أو تولول كما تفعل الأخرى. عاد دوليو الهلال من رحلة طويلة ومرهقة مع المتخب وامتطوا الجو مرة أخرى لبورتسودان ما أجبر المدرب على وضع عدد منهم في الراحة. ويتعين على ابن بطوطة الأزرق السفر إلى مدني مجددا لمواجهة الأفيال يوم غد الأحد قبل أن يختتم الموسم بلقاء المريخ الذي تعول عليه جماهير الأسياد ليكون الموسم مسكا بالفوز على المريخ. شارك هيثم وأضاف نكهة لوسط الهلال ونثمن إصرار النقر على استمراره حتى يكمل جاهزيته للمباريات المتبقية ونتمنى أن تكون عودة سيدا مناسبة لتحرير بكري للمشاركة الهجومية وقد تألق أمام الكاميرون ودوخ دفاعات الأسود. أصبح المريخ يعتمد بشكل أساس في المباريات الأخيرة على حركة الطرفين ولهذا ننادي النقر بتجهيز بويا ليكون أساسيا مع مهند على الشمال على أن يلعب أتير أو بشة مع خليفة على اليمين في مباراة القمة لقصقصة أجنحة الخصم وإبطال مفعول هجماته وتدمير منصاتها.