حذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، الخميس الماضي، وهو في طريقه إلى كندا، من أن توجيه ضربة عسكرية لإيران سوف يلحق الضرر بالاقتصاد العالمي، وقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تركز على الضغط الدبلوماسي وفرض العقوبات على إيران. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أيضاً وفي نفس اليوم، من أن البرنامج النووي الإيراني لا يستهدف إسرائيل وحدها، وحث قادة العالم لفرض المزيد من العقوبات على إيران. وهو تناغم مدهش وانسجام تام واتفاق كامل تقريباً بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل في كبريات المسائل المتصلة بالسياسة الخارجية لكل من الدولتين، والظاهر الآن والمعلن أن الولاياتالمتحدة لا تحبذ توجيه ضربة عسكرية ضد إيران لكن المؤكد أنه حتى إذا ما وجهت إسرائيل هذه الضربة فإن الولاياتالمتحدة لن تجبر إسرائيل على الاعتذار، كما أنها سوف تستخدم حق الفيتو ضد أي مشروع إدانة لإسرائيل يمكن أن يفكر فيه بعض أعضاء مجلس الأمن. وما زال يحير الناس أن العالم العربي بمساحته وبتروله وثرواته الأخرى وبالمصالح الأمريكية التي لا تعد الموجودة في العالم العربي وبالأرصدة العربية الفلكية المودعة في البنوك الأمريكية عاجز حتى الآن تماماً عن إقامة علاقة عملية مع أمريكا تجعل لكلمته وزناً ولمواقفه ومصالحه اعتباراً في البيت الأبيض والكونجرس. ومن المقرر أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة رفيعة إلى إيران للتعبير عن قلق المجتمع الدولي المتزايد إزاء البرنامج النووي الإيراني. وقال رئيس الوكالة أمانو إنه بعث برسالة إلى رئيس وكالة الطاقة الذرية بإيران مقترحاً هذه الزيارة. ويعرف القاصي والداني أن السيد أمانو لم يفكر قط ولن يفكر أبداً في إرسال خطاب للإسرائيليين أو بعثة رفيعة من الوكالة التي يرأسها للتعبير عن قلق المجتمع الدولي من امتلاك إسرائيل للسلاح الذري. وقال مصدر مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنهم توصلوا إلى أن إيران تجري أبحاثاً ومزيداً من التجارب التي تفضي في النهاية إلى تمكينها من صناعة القنبلة النووية، وتنفي إيران أنها تنتوي صناعتها وتقول إن برنامجها النووي للأغراض السلمية. إن رفض البرنامج النووي الإيراني ليس قاصراً على الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والإتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنه يشمل آخرين، منهم بعض الدول العربية، فهناك تيار داخل العالم العربي وهو تيار خليجي في معظمه يحمل وجهة نظر ترى أن الخطر الماثل على المنطقة الآن هو إيران وليس إسرائيل وهي وجهة نظر لا تلقى قبولاً وسط قطاعات عريضة في العالم العربي رغم التسليم بوجود طموحات إيرانية في الشرق الأوسط، وأن تكون لإيران طموحات في المنطقة أمر يجوز فهي قوة عظمي في إقليمها، أما ما لا يمكن تخيله فهو أن إيران إذا ما امتلكت السلاح النووي فإنها يمكن أن تستخدمه ضد العرب.