{ سعدت مؤخراً بحضور فعاليات المؤتمر السنوي الثالث للدراسات العليا التي أقامته (جامعة النيلين) في الفترة من 19-20/11/2011 بقاعة الصداقه تحت شعار (بحث علمي رائد..أصيل ومتجدد) وحشدت له العديد من المشاركين من داخل وخارج السودان من العاملين والمهتمين بالدراسات العليا، وحتى الطلاب المجتهدين في سبيل تطوير كفاءاتهم العلمية وتعزيزها بدرجة الماجستير أو الدكتوراه. { وكان السيد الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد شرَّف الجلسة الافتتاحية مبدياً انحياز الوزارة الكامل لدعم وتطوير البحوث العلمية والدراسات في مختلف المجالات, ودعمهم المستمر لكليات الدراسات العليا حتى تتمكن من تحقيق المرجو منها من ريادة ونبوغ وإنجاز وإعداد شباب علمي فاعل. وكان المؤتمر أشبه ما يكون بملتقى جامع للعديد من عمداء كليات الدراسات العليا من السودانيين والعرب, وجاءت مشاركة عمداء كليات الدراسات العليا بالجامعات الولائية من مختلف الولايات مؤكدين على اهتمام كلياتهم بتطوير خدماتها وإتاحة الفرص لجميع الطلاب الراغبين مع تقديم العون الكامل لهم. { وتم خلال المؤتمر تداول العديد من الأوراق , وعرض تجارب الجامعات العربية المعنية لتأتي المحصلة الأخيرة في شكل العديد من التوصيات التي اتفق عليها المشاركون بالإجماع، حيث رأوا ضرورة ضمان جودة البحث العلمي وتحقيق التنمية من خلاله وتبادل الخبرات فيما بينهم وتفعيل الاتفاقيات العلمية ومتابعة تطوراتها، مستعرضين لأجل ذلك لائحة الدراسات العليا الموحدة. وكانت أبرز التوصيات ضرورة تكوين كيان موحَّد لكليات الدراسات العليا بالسودان ومقره الخرطوم, بالإضافة لتكوين لجنة مصغرة من عمداء الدراسات العليا لصياغة أهداف وآليات تفعِّل من مهام هذا الكيان الذي اختير له مسمى (المجلس السوداني لعمداء الدراسات العليا). { كما أوصى المؤتمر متمثلاً في البروفيسور(عبد المنعم محمد علي أرتولي) عميد كلية الدراسات العليا بجامعة النيلين ورئيس اللجنه المنظمة, برفع تصور كامل في مارس القادم لمستقبل الدراسات العليا مشيراً إلي ضرورة تكوين رابطة عربية لعمداء كليات الدراسات العليا العرب تعمل على تنسيق وهيكلة وتسيير مهام الطلاب العرب من حيث الاعتراف المتبادل وتبادل الخبرات في مجالات التدريس والإشراف والتقويم والمناقشه والإعتماد. ورأى سيادته أن تتبنى جامعة (نايف) العربية الموقرة رعاية وتفعيل هذه الرابطة والإشراف عليها. كما أوصى ملتقى عمداء كليات الدراسات العليا المهم هذا بأجازة اللائحة الموحدة للدراسات العليا بجميع مؤسسات التعليم العالي السوداني مع الأخذ في الاعتبار توصيات العمداء بالحذف والتعديل والإضافة حسب الملاحظات التي رفعت للأمين العام خلال الملتقى. بالإضافة لذلك أوصى المؤتمرون بضرورة تكوين قاعدة بيانات كبرى للدراسات العليا تسهل عملية الحصول على البراءة، ومن ثم تسجيل الطلاب وبحوثهم في السودان. وقد أعرب العمداء عن سعادتهم بالتحسُّن الملحوظ في مستوى البحوث المقدمة من الطلاب للاتحاد العام في مختلف العلوم الطبية والبايلوجية والقانونية والإنسانية والرياضية والزراعية والأدبية. { ورأى أعضاء المؤتمر ضرورة انعقاد مؤتمر الدراسات العليا الرابع في ديسمبر من العام القادم للوقوف على ما وصلت إليه كل هذه التوصيات. ويعد المؤتمر الثالث هذا أكبر تظاهرة علمية تهتم بشريحة طلاب الدراسات العليا الذين تلاحظ ارتفاع معدلاتهم مما يؤكد على إيمان الشباب بأن العلم هو السبيل الوحيد لتأكيد الوجود وتحقيق النجاحات الشخصية والعامة التي تدفع بالبلاد والعباد إلى الأمام وتساعد على اللحاق بركب التطور. { تلويح: شكراً حميماً د.(جميلة الجميعابي) رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر والتي قدَّمت لنا تلك الدعوة الكريمة لنقف على هذا المؤتمر المهم ونتمنى لو كان بالإمكان أن نعود مجدداً فنلتحق بركب الدراسات العليا في ظل هذا الاهتمام والتطور الكبيرين.ٍ