قال لى عبده (الخضرجي) وأنا ابتاع منه (السَّلَطَة)، يا أستاذ دايرين نفهم حاجة. فقلت له ماذا هناك؟ فأردف والله البلد دي ضاربها جن. فقلت كيف؟ فأجاب أول حاجة في السياسة الحكومة ما اتشكلت، والبلد عدمانة الوزير قربت للشهر، والزباين قالوا في الوزارات مافي صرف إلا المرتبات بس، لا حوافز لا غيرو. والأسعار كل يوم فوق.. فوق وأي زول ماشي الدكتور، وعِرِس مافي... فقاطعته بقولي: ثم ماذا؟ فردَّ وفي الرياضة ناس القمة الاتنين من البطولات مرقوا كِيتْ واتلاقوا براهم وبرضوا مرقوا كِيتْ!. فضحكت وسألته هل انتهت الأسئلة؟ فردَّ على الفور، وين يا أستاذنا لسه وناس الفن والغُنا حتَّوه قرض! يعني ما متابع ترباس والموصلي، وابن البادية وبشير عباس، والبت عافية حسن وعيييك!!)واستطرد( وبعدين الجنوبين مالهم ما خلاص قسموا الكيكة وفرزوا عيشتهم، تاني عاملين نونوة في شنوا؟ فقلت له يا عبده انت فايق أسئلتك الوالي الخضر ما يجاوب عليها. فردَّ على الفور هو الوالي ذاتو نسانا ونحن صوتنا ليهو في الانتخابات والحداد فايز بكى من الفرح لامن فاز الخضر) ثم ضحك عالياً وأردف ( وبعد داك ناس النفايات ودوهو النيابة عشان 93 جنيه ) فقاطعته بقولي: ( انت بتشوف الأخبار؟ فردَّ بقوله نعم. فسألته: طيب رايك شنو في ثورات ليبيا ومصر وتونس واليمن وسوريا؟ فقال: غايتو ثورة ليبيا دي كويسه لأنو مافي سوداني اغترب فيها جاب قروش ونتمنى بعد الثورة الناس يجو بالكنجالات في الشوالات . أما حقت تونس فيكفي ياخي أنها تونس الخضراء، وطبعاً الخضار هناك كبار وسمح وتريان. لكن أنا ما عندي أي معلومة عن تونس. ثم صمت برهة وسألني: ( بالله يا أستاذ عاصمة تونس اسمها شنو؟ فأجبته اسمها تونس. فردَّ الأسامي كملت .. إلا تونس.. تونس وأضاف دون أن أسأله: أواصل ليك في الموضوع، أما ثورة سوريا فالظاهر إنو الرئيس الأسد ده تِحت تِحت بكون إسرائيلي لأنو منظر الشفع الصغار الكتلهم بطال خالص، وطبعاً دي عملة ما يعملا إلا يهودي ابن 60 (.....)! أما حبيبنا علي عبد الله صالح في اليمن أظنو راجل عاقل وقام وقَّع البِتاعة واتفكفك لكن أظنو برضو في قلبو حرقص لكن أخير ليهو يكب الزوغة لأنو اليمانية شرسين جداً ويمكن يعملوها فيهو.... فقاطعته بقولي : يا عبده انت زايغ من ثورة مصر مالك؟ فردَّ والله أنا زعلان من المصريين. فقلت ليه؟ فأجاب: عندي جاري محامي وراني في كمبيوترو واحد مصري لابس بدلة قال ما بعترف بالسودان. وقال داير يرجعنا للاستعمار تاني. فقلت له إن هذا الرجل مجنون بشهادة السلطات المصرية وعاوز يظهر. فقال والله ما أغش عليك أنا الناس ديل كجنتهم خلاص ، لأنهم زمان احتلوا حلايب وهسي دايرين الباقي.. بلا ثورة بلا كلام فاضي. فطمأنته ووجهت إليه سؤالاً مباغتاً بقولي: انت الطماطم مش رخصت؟ فأجاب آآآآي. فقلت: طيِّب انت بتبيع لي نفس السلطة ليك تسعة شهور مازدتها طماطماية واحدة ليه؟ فقال خليها مستورة يا أستاذ! الحقيقة بسدد في قسط من بنك الادخار أدانا ركشة وزارينا في القروش. فقلت من بكرة أنا بلم الناس يعملوا ثورة في الخضرجية. فنظر إليَّ مندهشاً وقال: انت الجزارين ديل عميان منهم؟ فضحكت وغادرته، وعدت إلى عملي وبعد المغيب هاتفتني زوجتي بقولها إن ابننا مريض. فهرعت إليها ولما كان أقرب مستشفى للأطفال هو البلك دخلناه وقابلنا طبيبة امتياز والصغير (عبد الله) يعاني من التهاب اللوزة الثالثة تحت الأنف وهو بالكاد يتنفس ولكن الطبيبة اختفت لنصف ساعة وهي تبحث عن مساعد الاختصاصي وعندما ساءت حالة (الولد) انطلقت به إلى مستشفى خاص للأطفال بحي العمدة وهناك وجدت الأطباء وطاقم التمريض كلهم مصريين فأسعفوا ابني على وجه السرعة وحوت الروشتة علاجاً ناجعاً لا أدري كيف غاب عن كبير اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة الذي عاينه مرتين خلال أسبوعين بالشهداء بأم درمان وكتب له روشتة بها ستة أنواع من الأدوية لم تقدم ولم تؤخر، وهو ينفث دخان سيجارته داخل العيادة ، فتذكرت دردشتي مع الخضرجي غير أني مدرك أن لكل بلد حكاية ويبقى الشعب المصري حبيبنا رغم مرشحه الرئاسي الموهوم ونكاتهم اللاسعة أحياناً على شاكلة المصري الذي قال لأخية (عرفت إيه اللي حصل )؟ فقال له لا ، فردَّ الأول (إخواتنا السودانيين بقوا يحكوا نكت)! فردَّ الثاني (يبقوا جاعوا)! والمعلوم أن الشعب المصري ظل جائعاً طوال سنوات حكم محمد حسني مبارك .