قبل عقدين أو زهاؤهما توفي صديق علي نميري أحد أشاوس الأنصار وشيوخهم في ودنوباوي وكانت له أيام وأيام في الولاء الصادق لكيان الأنصار وأئمتهم مع مجايليه من أمثال عبدالله عبدالرحمن نقدالله وعوض صالح والفاضل إدريس والخ وكان صديق علي نميري في نفس الوقت يمت بصلة القرابة للرئيس جعفر محمد نميري لكن أنصاريته كانت أقوى ولذلك فإنه اعتقل خلال العهد المايوي مرة أو أكثر. وعند وفاته وفي يوم رفع الفراش قدم أحد أفراد أسرة الراحل صديق علي نميري السيد الصادق المهدي ليتحدث عن أسرة الراحل ولقد جانب هذا التقديم التوفيق فالسيد الصادق من ناحية ليس من أسرة صديق علي نميري ثم إن أسرة الراحل صديق تفيض بالقادرين على الكلام. وأمسك رئيس حزب الأمة بالمايكرفون وكان من أقواله ما يلي: وفي عهد الطغيان اعتقل العم صديق وسأله المحقق ما اسمك؟ وقال صديق، وقال المحقق صديق منو؟ وقال صديق علي، وقال المحقق علي منو؟ وقال علي زفت. وخيم الوجوم على الصيوان وأذكر أن العقيد حسن الخير هاج وماج وأرغى وأزبد وتوجه نحو السيد الصادق الذي غادر الصيوان مباشرة برفقة حراسة ملازميه وقلت للدكتور مطرف نجل الراحل صديق علي نميري لماذا أصلا قدمتموه ليلقي كلمة الأسرة؟ وربما كان الشيخ الجليل صديق علي نميري قالها فعلا للمحقق عندما اعتقل عام 1975م خلال العهد المايوي ويمكن استيعابها في السياق والظروف التي قيلت فيها ولكن ورودها على لسان أي آخر من خارج الأسرة حتى لو كان في مقام رئيس حزب الأمة يعد تجاوزا لما ينبغي أن يقال في مثل هذه المناسبات. وقد فرضت هذه الواقعة التي حدثت من عقدين تقريبا نفسها وتفاصيلها أمس الأول في بيت الراحل بشرى إدريس محمود في يوم رفع الفراش وأنا أستمع للكلمة التي ألقاها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار فقد جاء فيها أن الراحل بشرى إدريس محمود عاش في كنف السيد عبدالرحمن المهدي وقد كان السيد عبدالرحمن سخيا تضرب بكرمه الأمثال لكن الأصح أن يقال إن الراحل بشرى إدريس محمود عاش فترة قصيرة جدا من عمره في كنف أسرته وفي مقدمتها ست العيلة وشقيقه الفاضل إدريس محمود ثم سرعان ما أصبح مستطيعا بنفسه وكان بشرى أنصاريا نعم وقال السيد الصادق إنه كان صديقا لوالده السيد الصديق لكنه أيضا كان صديقا حميما لآخرين منهم اتحاديون ومنهم سدنة في مقدمتهم الرئيس نميري.