و(أبو الريش) صلاح في سنار من الأساتذة الأجلاء وكانت له شنة ورنة بالمدينة. ومقهى (ريش) بالقاهرة كان يستمد بريقه من الكتاب والفنانين وأشهرهم صاحب نوبل نجيب محفوظ. و(ريش النعام) من أشهر مسرحيات الدكتور خالد المبارك. والشاعر المصري المعروف نجيب سرور له قصيدة ذائعة بعنوان: (بروتكولات حكماء ريش). و(وزن الريشة) واحد من أوزان رياضة (الملاكمة). و(الحرامي في راسو ريشة)، وحرامية هذا الزمان في رأسهم من يحميهم، وما الفساد المالي ببعيد عما طرحه المراجع العام. و(زول مريش) أي ثري وهو من الأقلية بين الكثرة. و(المريش) أيضاً من أعطاه ملك أو سلطان (ريشة) يضعها فوق رأسه تعادل الوسام أو نوط الجدارة أو الميدالية الذهبية. وفي زماننا الرائع ذاك حينما كنا تلاميذ بالمدرسة الأولية كنا نكتب (بالريشة) و(المحابر) أمامنا متوفرة وممتلئة بالحبر.. ومجاناً!! وشاعرنا ود الفراش شبه أحدهم فيقول: (متل ديك الهضاليم المرايش). أما ود الفادني الشاعر أورد: (لحظتي ليهو ريشات القلب قصاهن) وريشة القلب هي صمامه. والهنود الحمر من (عوارتم) أنهم كانوا يقايضون أشياءهم الثمينة (بالريش) ليضعونه على رؤوسهم إبان حروبهم مع اليانكي، الغازي الأمريكي. و(النمل أبو ريش) لسعته لا يخفت ألمها بسهولة. وخبر علمي رشح به عدد من المواقع الإلكترونية وذكرته صحيفة (ها آرتس) الإسرائيلية وهو طريف أيضاً من وجهة نظرنا. والخبر يقول: عالم إسرائيلي يدعى كهانر كان عاكفاً لسنوات بالجامعة العبرية بتل أبيب دارساً جينات الدجاج.. وقد نجح بالفعل في إنتاج جيل من الدجاج بدون ريش تماماً.. ومن إفاداته عن ميزات هذا الدجاج المطور: إنه لا يحتاج إلى تجهيزات مناخية مثل التدفئة والتبريد.. ولا يفقد الغذاء من أجل نمو الريش بل يذهب الغذاء لبناء جسم الدجاج. وحينما كنت في رعيان الصبا كانت لدينا دجاجة (ممعوطة) الرقبة وكان بيضها ينتج سواسيو ممعوطة الرقاب أيضاً.. ربما يكون مثل هذا الدجاج قد انقرض الآن. ولكن يبدو أن ذاك العالم الإسرائيلي كانت لديه دجاجة (ممعوطة) الرقبة و(طقت) في رأسه تلك الدراسة العلمية ونجح في أن يتوصل إلى أن يصبح الدجاج (ممعوط) بالكامل!! دجاج عريان (ملط)!! مما يعني أن شركات لحوم الفراخ لن تحتاج بعد ذلك لماكينات (تمعط) الريش فهو (ممعوط) وجاهز. المهم لا أدري لماذا (طقت) في رأسي أيضاً فكرة أن المؤتمر الوطني خلال مسيرته استطاع أن يتوصل إلى نظرية (يمعط) وينتف بها ريش الأحزاب جميعها كبيرها وصغيرها.. المؤتمر الوطني له قصب السبق قبل ذاك العالم الإسرائيلي في إنتاج أحزاب (ممعوطة) بدون ريش. تقولي شنو.. تقولي منو.. تقول لي حزب مشارك.. ولا حزب معارض.. ولا حزب بين بين؟! جميعها أحزاب (ملط)! فإن كان المثل يقول: (تأباها ممعوطة.. تاكلا بصوفا) فالمؤتمر الوطني لم (يأباها ممعوطة)!!