المقولة الجميلة «عريان سنة شاكل الخياط في يوم » تتضمن حكمة وسخرية لاذعة ، أذكر أن والدي رحمه الله كان يردد هذه المقولة في المواقف التي تتطلب ذلك ، الآن هذه المقولة عشعشت في دماغي الخربان وقالت ستين أبدين ما أنزل بعد نبت لدولة جنوب السودان ريش وأظافر ، وبدأت تناصب شقيقها الأكبر السودان العداء ، وليس هذا فحسب بل أنها تستعدي العالم علينا ، وتولول مثلا الولايا المقاطيع ، أن السودان يستفزها ويعتدي على أراضيها ، فضلا عن إستضافتها المناهضين للحكومة من أمراء الحرب . طبعا مقولة عريان سنة تمثل تماما حالة دولة جنوب السودان الذي كان قبل بضعة أشهر مجرد إقليم عريان ملط من كل شيء ، الشيء الجميل أن حماقة دولة جنوب السودان ، ساهمت بشكل فوري في توحيد معظم الخطاب السوداني ، لأن المسألة حينما تصل إلى الكرامة الوطنية ، فلا فصال ولا كاني ماني . للأسف أخوة الأمس يظنون أن الريش الإسرائيلي والأمريكاني يمكن ، أن يغطي عريهم الكبير ويخرجهم من ورطاتهم المتلتة والمتنيلة بمليون ستين نيله ، صدقوني لا أحد سيخرج منتصرا من هذه الحرب اللعينة ، لكن دولة الجنوب ستكون الخاسر الأكبر ، خاصة وأنها ما زالت في «سنة أولى دولة » وما زالت في طور التأسيس ، ومسألة الغدر الذي قام به الجنوبيون ، لن تمحوه الأيام وسيظل مترسخا في الذاكرة الجمعية لمواطني جمهورية السودان. كما أن سيناريوهات الكر والفر لن تتوقف طالما أن هناك حماسين للطار من المواطنين السودانيين ومن دول لا تريد الإستقرار للمنطقة لحسابات كبرى ومنطقية على الأقل من وجهة نظرهم . الآن يا جماعة الخير يداهمني سؤال أسود لعين ترى من حرك ناس عريان ملط من الذي حركهم ما جعل مقولة عريان سنه شاكل الخياط في يوم تنطبق عليهم بحذافيرها ؟ ، طبعا لانلوم جوبا وحدها التي أصبحت تضع رأسها برأس السودان عديييل كده أقول لا نلوم جوبا طالما أن هناك الكثير من أبناء جلدتنا يحرضونها ويستعدونها على السودان ، والبركة كمان في الريش الاسرائيلي ، أقصد الرشاش الإسرائيلي عوزي والاسلحة الأمريكية التي جرى تكديسها منذ أن تم إعلان ولادة إتفاقية نيفاشا رحمها الله رحمة واسعة ، أعود مرة أخرى إلى أبناء جلدتنا من كوادر حركات التمرد الذين يتغنون لسلفاكير وزمرته ، للأسف الآن في زمن التداعيات بإمكان أي هلفوت أن يستعين بإحدى الدول الكبرى ويشكل عصابة لمحاربة خصومه ، وفي اليوم الثاني يصبح إسمه على كل لسان ، أخشى أن تصبح موضة تشكيل العصابات هوجة سودانية بحته ، إذن حتى لا تتفاقم الامور ونجد انفسنا في مواجهة ناس عريان سنة شاكل الخياط في يوم ، ان نتوحد وأن ننسى خلافاتنا وصراعاتنا من أجل أن يبقى السودان « متغطي» تمام التمام ، أقول قولي هذا وفي القلب غصة مما يحدث ، وسلمولي على ناس عريان سنه شاكل الخياط في يوم .