تسارعت الأحداث بصورة درامية منذ أن استولت القوات المسلحة على منطقة (جاوا) وكبدت قوات الجيش الشعبي خسائر فادحة في الأموال والأنفس، لكن قوات الحركة الشعبية رفضت الاستسلام وحاولت دخول المنطقة لأكثر من (7) مرات متتالية دون الوصول إلى مبتغاها مما دعا مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي إلى تسليم شكوى رسمية (الخميس) إلى رئيس مجلس الأمن ضد حكومة جمهورية جنوب السودان لانتهاكها سيادة الأراضي السودانية بهجومها الذي نفذته ضد القوات المسلحة بمنطقة (جاوا) في بحيرة (الأبيض)، وطالب السفير مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم والتدخل لوقف الاعتداءات العسكرية التي وصفها بالصارخة وغير المسؤولة من قبل حكومة الجنوب اللافت للأنظار نجاة والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون من محاولة اغتيال إثر هجوم نفذته قوات الجيش الشعبي بمنطقة (العتمور) (الخميس) أثناء تفقده للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة أجلت الوالي في الوقت المناسب بعد أن حاولت عناصر من الجيش الشعبي استغلال المناسبة للقيام بأعمال عدائية تهدف لاحتلال المنطقة، ونوّه إلى أن الجيش سيطر على الأوضاع وسحب الوالي إلى منطقة آمنة، وأكد أن الموقف تحت سيطرة القوات المسلحة بالكامل. (1) حكومة جنوب السودان طلبت رسمياً من واشنطن فرض منطقة حظر طيران على الحدود بين الدولتين (الشمال والجنوب).. لكن رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني قطبي المهدي عزا تقدم رئيس حكومة الجنوب بطلب للإدارة الأمريكية بإقامة منطقة حظر جوي بين السودان ودولة الجنوب، إلى الهزائم المتلاحقة التي ألحقتها القوات المسلحة بقوات الجيش الشعبي، وطالت حتى قيادات هذه القوات في رئاسات الفرقتين الخامسة والتاسعة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق... وكان وزير خارجية جمهورية جنوب السودان نيال دينق نيال كشف عن رسالة بعث بها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطلب فيها من الإدارة الأمريكية فرض منطقة حظر طيران على الحدود بين السودان وجنوب السودان. ورغم إصرار الجنوب على شكوى الخرطوم بيد أن مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطنى إبراهيم غندور أبدى أسفه لدعوة سلفاكير للرئيس الأمريكي بفرض حظر جوي على حدود البلدين، ودعا حكومة الجنوب إلى بذل جهد أكبر في حلحلة قضاياها الداخلية، وأن تحفظ الود لدولة كانت سبباً في صنع دولتها من خلال التزامها بكل المواثيق الموقعة، وأكد أن لقاءه بالقائم بالأعمال الأمريكيةبالخرطوم (الاثنين) الماضي لم يتطرق إلى مزاعم ارتكاب القوات المسلحة لإبادة جماعية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا دعوة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت للرئيس الأمريكي باراك أوباما بفرض حظر جوي على السودان، ونوّه إلى أن اللقاء لم يناقش القضايا العالقة بين الدولتين... وقال نيال دينق إن رسالة سلفاكير تتضمن اتهامات للسودان بالسعي إلى زعزعة استقرار الجنوب من خلال دعم الميليشيات بغرض الهجوم والاستيلاء على حقول النفط، مشيراً إلى أن الرسالة التي لم يُكشف تاريخ إرسالها، دعت الإدارة الأميركية والدول الشريكة إلى تعزيز الجهود من أجل ضمان احترام سيادة أراضي جنوب السودان. (2) المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد أحمد مروح اعتبر طلب الجنوب من الإدارة الأمريكية فرض منطقة حظر طيران على الحدود بين الدولتين دليلاً على دعم حكومة الجنوب المتمردين الشماليين والتدخل في شؤون البلاد، موضحاً أن المتمردين الذين ينشطون في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق سبق أن تقدموا بطلب مماثل إلى واشنطن... من جهة أخرى هدَّد حاكم ولاية جنوب كردفان أحمد هارون بملاحقة متمردي الجيش الشعبي الفارين من ولايته داخل أراضي دولة الجنوب، وحذَّر من إعادة تأهيل قوات الحركة الشعبية، ورأى أن الخطوة تُحتِّم على حكومته تطبيق قاعدة في القانون الدولي تعطيها حق مطاردة الفارين داخل حدود الجنوب، وأكد هارون فرار المتمردين من ولايته إلى داخل دولة جنوب السودان باتجاه مدينة فارينق في ولاية الوحدة الجنوبية بعد هزيمتهم أمام الجيش السوداني... الخارجية قالت إن هدفها من الشكوى وضع المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بحفظ الأمن والسلم أمام مسؤولياتهم، ودعت في تعميمها الصحافي المجتمع الدولي إلى ممارسة كافة الضغوط لوقف الاعتداءات التي تقوم بها دولة جنوب السودان... القوات المسلحة أكدت سيطرتها الكاملة على منطقة (جاوا) وأوضحت في تعميم صحافي أن الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان قام ب(6) محاولات بغرض السيطرة على المنطقة، وأشارت إلى سعيها لتطهير منطقة جبال النوبة وتعرضت لكمين وهي تتقدم نحو منطقة العتمور، وأكد البيان أن القوات المسلحة أزالت الكمين وسيطرت على المنطقة وأمنتها وغنمت دبابة تي (55) ودمرت أخرى واستولت على كميات من المدافع والرشاشات والأسلحة الصغيرة، وقالت إن القوات المسلحة كبدت المتمردين عددا من القتلى فيما احتسبت القوات المسلحة عدداً من الشهداء والجرحى. أحمد هارون نبّه إلى ما قال إنها مسؤولية قانونية أمام حكومة الجنوب لتشرع في تجريد الفارين من أسلحتهم والتعامل معهم كلاجئين، وقطع بأن انهياراً وشيكاً بدأ في صفوف الجيش الشعبي في جنوب كردفان من واقع الاستيلاء على دبابات وأسلحة وفرار المتمردين وعمليات التسليم في شكل كثيف للضباط والجنود، مبيناً أن أية محاولة لإعادة تأهيل هذه القوات والدفع بها ناحية ولاية جنوب كردفان مرة أخرى ستجعلهم يطبقون قاعدة القانون الدولي التي تعطيهم الحق في المطاردة الحثيثة داخل حدود دولة الجنوب. وأضاف: (نُحذّر بأقوى العبارات حكومة جنوب السودان وولاية الوحدة على وجه الخصوص من مغبة الاستمرار في دعم المتمردين). وقال إن عليهم أن يثبتوا فعلاً لا قولاً ادعاءاتهم بعدم دعم تمرد جنوب كردفان، وأضاف: (الذي بيته من زجاج لا يقذف الآخرين بالحجارة).