بعد انتظار طويل جاء التشكيل الوزاري الذي اقرته أجهزة المؤتمر الوطني في في السابع من هذا الشهر. التشكيل راوحت ردود الأفعال حوله الكثير من الانتقادات لجهة أنه لم يرق لتطلعات العامة، ولم يلب مطامح النخبة، فذات الوجوه تمّ إعادة تدويرها في المقاعد وحتى الأسماء الجديدة في الوزارة لم تسلم من الانتقادات بينما دافع المؤتمر الوطني عن تشكيلته التي دفع بها معتبراً أن التمثيل الذي شاركت فيه 15 من القوى السياسية هو أفضل توليفة ممكنة. دفوعات المؤتمر الوطني ما زالت المعارضة تتعامل معها على أنها من باب (تشكير الراكوبة في الخريف). (الأهرام اليوم) والت رصد ردود أفعال الساحة حيال الوزارة الجديدة في هذا التقرير. هكذا يخربون مكتسباتهم بأيديهم وبأيدي....، إن صحت تلك الأخبار بأن «قناة الشروق الفضائية» هي صناعة مؤتمرية مائة بالمائة، وأن القوم قد أزهقوا فيها مليارات الجنيهات، وذلك لأجل إنجاح ما فشلت فيه القناة الرسمية، فها هي الشروق أمس الأول تسجل «غباءً كبيراً» وفشلاً ذريعاً وهي تفرغ عرس حزبها الحاكم من مضامينه ومحتواه، لما كان القوم يحتفلون «بالحلقة الأخيرة» من مسلسل «شتاء الفرح» بين المؤتمر والاتحادي الأصل، والمسلسل من إنتاج وإخراج الحزب الحاكم.. والأعمال الدرامية الناجحة بخواتيهما ونهاياتها السعيدة، لما هرع السودانيون في الوطن والمهاجر ليشاهدوا «أفراح المؤتمر» عند التاسعة مساء في نشرة الشروق الرئيسية، ولا يدرون، وربما لا تدري القناة نفسها أنها تقلب الفرح مأتماً، فالقناة كانت تحضّر أحد اليسارين الأذكياء «ليصفق للمؤتمر الوطني»، لكن الأخ الزميل الأستاذ فيصل محمد صالح كان من الذكاء بمكان وهو يحوّل ذلك النصر إلى هزيمة مجلجلة، وهو يحرز مجموعة أهداف في «مرمى الشروق» والذي كان كفؤاد أم موسى فارغاً، والتلميذ «المذيع» مأمون عثمان يدخل في امتحان عسير.. ليس مأمون وحده بل القناة كلها تدخل في نفق مظلم. المذيع مأمون منتشٍ.. ومن مقر القناة بدبي يطل علينا (كولد الطهور)، وهو يقول «لمناقشه هذا الأمر معنا من استديوهاتنا بالخرطوم المحلل السياسي فيصل محمد صالح و.. إلخ، وفيصل يتهلل فرحاً.. الأخ فيصل كيف تقرأ هذا الحدث، وفيصل كما لو أنه يستدرك كل حصافته التاريخية في لحظة غباء حكومي قاتل، وهو يقول.. «إن هذا التحالف بين الحزبين قد ولد ميتاً» وإن الارتباك والتناقض قد حدث قبل أن تبدأ رحلة «الحكومة العريضة»، والرجل يشير إلى كلمة المحامي عثمان عمر الشريف، ثم كلمة الدكتور نافع نائب رئيس الحزب، والأخ مأمون من دبي يتدخل «لإنقاذ القناة» الشروق، شمس الحكمة والحصافة التي غابت، فيقول.. لكن أخي فيصل ألا تعتقد أن العبرة بالنصوص المتفق عليها!، وفيصل المتألق المنتصر في الشوط الأول يحافظ على تصدره وهو يقول «منذ متى أخي مامون كانت العلة في النصوص والاتفاقيات، فالعلة دائماً يا أخي كانت في مصداقية الحزب الحاكم وتنزيل النصوص على الأرض»، فالحزب الحاكم ينجح دائماً في «إبرام الاتفاقيات» ولكنه يفشل في توفير الإرادة والمصداقية لتطبيق هذه الاتفاقيات، وتستمر تراجيديا هذه الدراما من دبي بالألوان وبأسئلة ساذجة ودفاعات ودفوعات قوية من الخرطوم، فلم يكن أمام الشروق إلا الهروب من ساحة المعركة الخطأ.. نشكرك أخي فيصل من الخرطوم، وأنا صاحب هذه الملاذات، أيضاً أشكرك أخي فيصل محمد صالح على هذا الدرس البليغ! فيا صباح الخير.. يا أخي مامون، ويا أيها الإخوة المعدون، يا من تأخذون رواتبكم «بالدرهم والدولار» تسكنون فلل دبي الشاهقة، يفترض أنكم في هذا «العرس بالذات» تتمثلون حكمة النجار «فالنجار يقيس سبع مرات ويقطع مرة واحدة»! أن تختاروا منذ عشرة أيام «كادراً مصقولاً» يؤمن بالفكرة، فهذه هي الحلقة الأخيرة لمفاوضات ماراثونية استمرت أربعة أشهر وعشراً، فيمكن أن تغامروا في كثير من الأحداث إلا هذه، فهذا الاتفاق الذي تم بين المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الأصل هو أعظم ضربة «لمعارضة فاروق أبو عيسى وقبائل اليسار»، فمولانا محمد عثمان الميرغني يمثل «شرعية أخلاقية» كان يحتاجها اليسار الذي يفتقد لمثل هذا النوع من الشرعيات، فاليسار المرتبك الوجهة «المتناقض العقدية» هو أكثر حاجة «لود الميرغني» وما أدراك ما الميرغني، فكان اليسار كالثور الجريح، فلا يمكن والحال هذه أن تأتي بالثور الجريح في مصنع الخزف فيحطم كل شيء، ليس خدمة للحقيقة ولكن انتقاماً لهذا الجرح، الجرح الذي لن يندمل قريباً. { مخرج.. لماذا لم تكن الشروق دائماً موفقة في اختيار ضيوفها من الخرطوم؟!. تصبحون على خير..