{ تكمل (أهرامكم) في هذا اليوم عامها الثاني، وتدخل باسم الله الأعظم في العام الثالث، مصحوبة بدعواتكم، وأمانيكم، مسنودة بشبابها (الثائر) الوثاب، أبنائها الأشاوس، وبناتها الكريمات العزيزات.. حفظهم الله جميعاً لقيادة ثورة التنوير، والتطوير في بلادنا المنكوبة. { عامان من الكفاح مضيا، غرسنا فيهما شجرة أينعت، وأثمرت، واستظل بظلها التائهون، والعابرون، والمظلومون، الحزانى والمساكين.. شجرة وارفة وممتدة احتمى بظلها الظليل الكثير من أهل السودان، كانت وستظل ملكاً لهم بإذن الله الواحد القهار، تطعمهم، وتأويهم، ويتنادون للحوار الوطني الهادف تحت أغصانها الخضر اليانعات.. { (الأهرام اليوم) مشروع ثقافي وسياسي واجتماعي، مملوك للشعب السوداني، وليس لبضعة (تجار)، ولا لحفنة من أنصاف السياسيين وأرباع الرياضيين المسنودين ببعض (أثرياء) زمن الغفلة، رموز (الإعلام الهدام) سماسرة السياسة، والوصوليين والكذابين. { وفي الدول المتقدمة والمحترمة، حتى في عالمنا العربي، فإن المؤسسات الإعلامية ثروة قومية، ومدخرات وطنية، لا تقدر بثمن، ولا توزن بالذهب. { في «مصر» القريبة، وفي أواخر عهد الرئيس «حسني مبارك»، عرضت إحدى القنوات الفضائية (الخاصة) مبلغاً خارفياً على الإعلامي والصحفي «محمود سعد» رئيس تحرير مجلة (الكواكب)، الذي كان يقدم برنامجاً جماهيرياً مفتوحاً على المشاهدين بالفضائية المصرية الأولى (حكومية)، ورغم أن البرنامج كان يكشف عبر الكاميرا والمكالمات الهاتفية بعض عورات النظام الحاكم ومعاناة الناس العميقة، في ذلك البلد، إلا أن وزير الإعلام وقتها، اتصل بالأستاذ «محمود» وأثناه عن الانتقال إلى قناة (خاصة)، بعد (تحسين عقده) بالفضائية المصرية، مع استئذان إدارة القناة الجديدة، لأن (مصر) تحتاج إليه في القناة الأولى..! { هنا.. في السودان.. وزير الإعلام لا يعلم شيئاً.. وفي أحيان كثيرة لا يريد أن يعلم.. وإذا علم فإنه لا يقدم ولا يؤخر.. لا يتصل ولا يتوسط، ولا يقدم بدائل وخيارات لمصلحة المؤسسات الإعلامية وفائدة البلاد والعباد، حتى ولو بالمزيد من النقد لأداء الحكومة، ما دامت الحكومة فاشلة. { لكن هذا الفهم المتقدم، لا يستقيم في عقول (غير المتقدمين).. لأنهم - ببساطة - متأخرون.. متأخرون جداً..!! { غير أننا لم نركن لهؤلاء، ولم نعبأ بأولئك، وانطلقنا على جادة الطريق، نزرع أملاً، وقمحاً وتمنياً.. نخاطب الناس بأزماتهم، نتحسس أحزانهم، ثم نغني لأفراحهم، قصيدة للوطن الأخضر الجميل.. (وطن حدادي.. مدادي.. وما بنبنيهو فرادي.. ولا بالصفقة في الرادي.. ولا الخطب الحماسية..).. { هذه هي صحيفتكم بين أيديكم.. أعينونا على استمرارها.. أفيدونا بآرائكم.. ومقترحاتكم.. اقتربوا منا.. لنقترب منكم.. راقبونا لنراقب معكم مصالحكم.. ونقتلع لكم حقوقكم، ونوقع على دفتر الحضور اسم (السودان) العزيز.. الآمن.. والمستقر.. المزدهر بطاقة أبنائه، والنامي بثرواته، العابر للمشكلات، والبالغ للنهايات.. السعيدة. { كل عام و(الأهرام اليوم) صخرة تتكسر عليها النصال.. ويسقط تحتها الفاسدون.. المفسدون. { كل عام والشعب السوداني أكرم.. وأنبل.. وأنضر.. { كل عام وأنتم أحبابنا.. كل عام.. وأنتم بخير.