كانت ليلة تكريم السفير القطري بالخرطوم؛ علي بن حسن الحمادي، نهار أمس الخميس، يوماً استثنائياً في العلاقات الدبلوماسية والشعبية بين الخرطوموالدوحة، فالرجل الدبلوماسي نال تقديراً خاصاً بين السودانيين رسمياً وشعبياً خلال فترة عمله التي امتدت لثماني سنوات. الصورة التي حاولت وزارة الخارجية رسمها للحمادي من خلال تنظيم احتفائية للسفير القطري بالخرطوم، أن الرجل دبلوماسي محنك لم يرتد قناع التجهّم، أو يتقمّص دور المسؤول المتعجرف، وإنّما انحاز للصفاءَ الفطري والنقاء الإنساني والعلاقات الاجتماعية المتواصلة بين المواطنين وتحقيق مهمة سفير. ولكن ما يترجم طلاسم الاحتفالية المميزة التي حظي بها الوزير القطري ونظمتها منظمة جسور التواصل العالمية، جاء بين عبارات الوزير علي كرتي في حق الرجل وقيادة دولة قطر ومساعدتها السودان في الوصول إلى اتفاق الدوحة، فقد قال الوزير: في السودان يقولون إن شاء الله يوم شكرك ما يجي، لكن اليوم نحن نودعك ونشكرك، ونشكر في شخصك قيادة قطر على جهودها في مجالات الدعم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأضاف: نودعه ونقول له هذا يوم شكرك بيننا، ولكل واحد من السفراء مقام يستطيع أن يقدم فيه جهده في مجالات السياسة والاقتصاد ودعمنا في المحافل الدولية والإقليمية. واستماح كرتي السفير القطري العذر، ليكشف لأول مرة عن كيفية دخول قطر ووصول ملف أزمة دارفور إلى الدوحة وقال كرتي: ذات يوم زارني السفير الحمادي وفي يده ورقة فيها فكرة، وطالب كرتي السفير قائلاً: أرجو أن تتحملني لأن هذا هو المقام الذي يجب أن نقول فيه هذه الكلمات، جاءني السفير والفكرة مكتوبة في حوالي ثلث الورقة، وصاحب الفكرة الأساسية للأمانة والتاريخ هو الدكتور غازي صلاح الدين، ومن كلف بأن يزيد عليها ويلبسها لباساً يسهم في تفهمها ويضع لها الحواشي والمتون وأن يجعل حولها بعض اللحم كان هو الدكتور محمد محجوب هارون، واستطرد الوزير: جاءني السفير بالورقة وسألني إن كنت أرى قبولاً لهذا المقترح الذي يقول إن فرصة السلام بالنسبة لدارفور في قطر لا في غيرها، وتم تجميع المقترح بعدها في ورقة موسعة قرأناها وراجعناها واتفقنا على متونها وحواشيها، وأكد: قررنا أن تكون قطر مقراً للتفاوض حول الأزمة وصبرنا على الفكرة وشاورنا فيها رئيس الجمهورية فوافق على الفكرة، وشاور الحمادي القيادة في قطر ووافقت على الفكرة التي رعتها قطر وانتهت باتفاقية السلام. وأضاف كرتي: حل الأزمة فازت به قطر بجانب الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وأشهد أن الفكرة بدأت بهذه البساطة. وفي ختام الحفل صدح الفنان خالد محجوب، وعزفت أنامل الموسيقار حافظ عبد الرحمن على آلة الفلوت أجمل الألحان الخالدة التي طرب لها الحضور، وقبلت منظمة تواصل العالمية طلباً تقدم به السفير القطري بأن يكون عضواً في المنظمة إلا أن المنظمة منحت الرجل منصباً أكبر بأن يكون السفير القطري رئيساً فخرياً للمنظمة. يشار إلى أن الاحتفال حضره عدداً كبيراً من السفراء وقادة السلك الدبلوماسي المعتمدين بالخرطوم، وطاقم وزارة الخارجية ورؤساء تحرير الصحف اليومية والصحفييين المعتمدين لدى الخارجية.