{ عطفاً على ما قلناه عن تأسيس الرؤية للواقع الدرامي نقول إن الإذاعة قبل المسرح كانت هي الأساس الذي ولد المعالجات الدرامية. { والناس لا ينسون أن معظم مسرحيات المسرح القومي ذات الأثر الفعال ولعل أشهرها الحراز والمطر للرائع هاشم صديق قد شهدت ميلادها في الإذاعة.. قبيل نشرة الخامسة. { والناس ما يزالون يحفظون مقدمة - قطر الهم - للعبقري الشاعر الدرامي هاشم صديق أيضاً ومن خلال الراديو عرف الناس السيدة تحية زروق وعلوية الأمين قبل أن يروهما على خشبة المسرح. { وجاءت حقبة أواخر الستينيات وبعد ميلاد المسرح القومي - مسرحا ً- بعد أن كان مجرد ساحة عرض للأغاني وخصوصاً حلقات فنان السودان التي كانت تنظم مسابقاتها على المسرح القومي. { هذه الحقبة شهدت ثلاثة من عباقرة المسرح السوداني هم عثمان جعفر النصيري - اختفى الآن - ويوسف عايدابي وما يزال يتجول في المنافي، والدكتور الرائع صاحب البصمة في إنشاء كلية الدراما والمسرح الآن خالد المبارك ملحق السودان الإعلامي بلندن. { إلى جانبهم كان الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن الشبلي، شقيق المسرحي الراحل الفكي عبد الرحمن، مؤسس الجانب الإداري للمسرح القومي وعلى يديه ولد الشاب وقت ذاك، الرائد الدرامي علي مهدي نوري، ويحيى فضل الله، الذي قدم مسرحية (أحلام جبرة) التي أعدها د. الشبلي لفرقة المسرح الجامعي التي كنا روادها، ولكنها صادفت امتحانات البكالوريوس فجاء اعتماد يحيى فضل الله للبطولة. { المهم أن أشهر نصين شغلا الناس في تلك الفترة كانا خطوبة سهير بطولة الرائد المسرحي الموقر الأستاذ مكي سنادة وهي للرائد الفحل علي مهدي. { إلى جانب ريادة الفاضل سعيد وعبد الوهاب الجعفري ومجموعتيهما للمسرحيات الهزلية.. ولعل من أشهرها أكل عيش ونؤرخ بعد ذلك لإسماعيل طه وعلوية الأمين وحسن عبد المجيد.. ودمتم