{ قضيتُ (يومين) من الأسبوع الماضي في مدينة «بورتسودان» الجميلة بدعوة من والي البحر الأحمر؛ الدكتور «محمد طاهر إيلا»، واتحاد أصحاب العمل السوداني، وذلك للمشاركة في ملتقى الاستثمار الثاني، وقد تداعى إلى هناك عدد كبير من مديري المصارف السودانية بقيادة رئيس اتحاد المصارف السيد «مساعد محمد أحمد»، والسيد «مجذوب جلي» الأمين العام، والسيد «علي عمر» المدير العام لبنك فيصل الإسلامي، فضلاً عن الأمين العام ورؤساء الغرف باتحاد أصحاب العمل السوداني. { وبدا لي واضحاً من هذه الزيارة، وزياراتي السابقة إلى البحر الأحمر أن إدارات المصارف وكبار رجال الأعمال يتعاملون بجدية وثقة عالية مع الوالي «محمد طاهر إيلا»، ولا يترددون، ولا يتلجلجون عندما يدعوهم لتمويل مشروعات تنموية وبنى تحتية، أو خدمية، لأنهم جربوه، فأوفى، فاطمأنوا..! { «بورتسودان» - الآن - تمد لسانها للخرطوم العاصمة.. جمالاً.. ونظافةً.. وطقساً.. وحكومةً.. وسياسةً!! { الأروع ما لمسته وسمعته، ورأيته عن روح التفاهم والتجانس والاحترام المتوفرة بين (الوالي) ورئيس المجلس التشريعي (محمد دين)، ونائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية (محمد طاهر أحمد حسين). تجدهم (الثلاثة) متقاربين، متحابين، وكأنهم (أصحاب)، وليسوا (سياسيين) يتنازعون على (سلطات)!! { نجاح «محمد طاهر إيلا» غريب واستثنائي، ولا يشبه ما يحدث في (المركز) والولايات الأخرى..! { إنسان البحر الأحمر - نفسه - مختلف، ودود، وبسيط، طيّب ومضياف.. يستقبلونك - دائماً - بابتسامات ناطقة، وكلمات رقيقة، وكنتُ مسروراً وأنا أشعر بقيمة هذا القلم وأثر الصحافة، والشباب يصافحونني أثناء تجوالي بمعرض المنتجات التجارية، وآخرون يسعون لالتقاط صور تذكارية مع شخصي المسكين، مع أن (النجوم) في السودان في سابق العهد كانوا (لعيبة) كرة القدم في ناديي (الهلال) و(المريخ) من لدن «مصطفى النقر» و«حامد بريمة» وانتهاءً ب«البرنس»، و«فيصل العجب»!! { لكن الشباب اختلف، وتغيَّر، ولهذا فإنه في هذه المرحلة، لا يهتم ب(اللعيبة)، بل يهتم بصناعة (الثورات)! { لماذا لا يتعلم (بعض) الولاة من «إيلا» كيف يصنعون النجاح؟! اقترح على هؤلاء الذهاب إلى البحر الأحمر لتلقي (دورات تدريبية) على يد هذا (الوالي المعلم). { شكراً «محمد طاهر إيلا»، و«محمد طاهر أحمد حسين»، وشيخ «محمد دين».. شكراً للشباب الذين تحلقوا حول (الوالي) من أبناء (البجا)، ومن قبائل السودان المختلفة الذين يؤدون فروض الولاء والطاعة لخدمة ولايتهم دون تحزب، أو تعنصر، أو قبلية، فقد وجدتُ مساعدي وأعوان «إيلا» (شوايقة) و(دناقلة) و(بديرية)، و(بني عامر)..!! وهذا هو قمة النجاح. { الأعجب أن الشباب المتحلق حول «إيلا»، لا علاقة لهم (تاريخية) ولا (تنظيمية) بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني.. فأغلبهم من عامة أهل البحر الأحمر، انخرطوا في المؤتمر الوطني، عبر مشروعات «إيلا»، وليس عن طريق برامج (الاستقطاب) و(التجنيد) التقليدية المعروفة. { وبعيداً عن الحكومة والسياسة، فأنني أدعو الجميع من كل ولايات السودان إلى اغتنام الفرصة الذهبية لزيارة «بورتسودان»، ومنتجعات ولاية البحر الأحمر في «أركويت»، و«عروس» و«إيمان» وغيرها، لقضاء إجازة قصيرة نهاية هذا العام على ضفاف البحر الأحمر. { أصدقكم القول.. الطقس في بورتسودان هذه الأيام أروع منه في «شرم الشيخ» المصرية.. طقس غائم.. وبارد.. وعجيب..!! { نظموا رحلات بالبر والطيران إلى «بورتسودان» خلال الأيام القادمة.. استريحوا هناك.. فهي الأفضل الآن من «القاهرة»، و«بيروت»، و«دمشق».. وزوروا مطعم (السودان) للأسماك، وتمتعوا بمذاق (الجمبري) الذي لم أجد له مثيلاً في مطاعم (قدورة) الأصلية بالأسكندرية!! { وفروا دولارتكم - دولارات بنك السودان - واتجهوا شرقاً.. ولن تندموا.. ثم أفيدونا بانطباعاتكم.. وإجازة سعيدة.