أثارت زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى إسرائيل أخيرًا، مواجهة ساخنة بين سفيري دولتي الشمال والجنوب في القاهرة، وقدم السفيران وجهتي نظر متناقضتين في الخصوص، واعتبر السفير كمال حسن علي، أن زيارة «سلفا» سداد لفواتير مساعدات مالية وعسكرية وسياسية قدمتها تل أبيب إلى الجنوب منذ اندلاع التمرد وحتى الانفصال، في حين رأى السفير الجنوبي أن الجنوب بعلاقاته بإسرائيل لا يشكل أمرا شاذا، فقد نقل الرئيس الأسبق جعفر نميري اليهود «الفلاشا» من السودان في الثمانينيات. وثار جدل محتدم بين السفيرين خلال ندوة أقامتها لجنتا السودان والقدس باتحاد الأطباء العرب في القاهرة، حيث قال السفير كمال حسن على: إن دولة جنوب السودان دولة مستقلة وذات سيادة ولها الحق في تحديد سياستها الخارجية وأضاف أنه سعيد بزيارة سلفاكير لإسرائيل لسبب بسيط أنها كشفت ما كان مخفيا، وما كانت الخرطوم تدركه تمام الإدراك عن علاقات الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة لدولة الجنوب الآن منذ نشأتها بالصهيونية العالمية وإسرائيل، وهو ما كان يجعل بعض إخوتنا في العالم العربي يتهموننا بأننا نعلق أمورنا على مشجب إسرائيل. وأكد أن ما ظهر خلال زيارة سلفاكير لإسرائيل هو رأس جبل الجليد فقط، وأن قول سلفاكير للقادة الإسرائيليين: كنتم تقاتلون عنا ولولا إسرائيل ما قامت دولة الجنوب يظهر حجم التدخل الإسرائيلى في الشأن السوداني. من ناحيته، رد سفير دولة الجنوب الدكتور فرمينا مكويت منار، على كلام نظيره في الشمال، مؤكدًا حرص دولة الجنوب على علاقة متميزة مع الدول العربية، مشيرًا إلى أن الخرطوم تحاول دائما تشويه صورة الجنوب وتصوير أبنائه كشياطين ووضعه في مواجهة مع العالم العربي، وقال إنه ليس في موقف الدفاع وإنما توضيح الحقائق وإن زيارة سلفاكير لإسرائيل هي زيارة عادية. وأضاف، أن جعفر نميري، الزعيم السوداني الشمالي العربي المسلم، هو من نقل يهود الفلاشا إلى إسرائيل الذين أصبحوا جنودًا بالجيش الإسرائيلي في مواجهة العرب، واتهم مسؤولين سودانيين بإجراء مقابلات سرية مع المسؤولين الإسرائيليين خارج إسرائيل.