يمضي قطار الزمن ملتهماً الأيام يوماً تلو اليوم.. ويلوح في أفق محطاته بعد أيام العام الجديد 2012م.. الذي يستقبله الناس بأحاسيس متباينة.. أمل وترقب وخوف.. غير أن اللحظة الفارقة لبدايته (رأس السنة) يكاد يتفق أغلب الشباب على الاحتفاء بها، ولكن مظاهر هذا الاحتفال تجد حظها من القبول أو الرفض.. فهناك من يحسبون الساعات والدقائق والثواني لرأس السنة، وهناك أيضاً من يرون الاحتفال عادة دخيلة وغريبة على مجتمعنا المسلم في غالبيته.. وبين آراء هؤلاء وأولئك تجولت (الأهرام اليوم) مستبينة إفاداتهم: { مجرَّد عادة الطالبة «فادية» من جامعة قاردن سيتي، تقول إنها متفائلة بحلول عام جديد، وتبدو سعيدة بأنها أضافت إلى سنواتها عاماً آخر من النضج لتكتشف الأشياء من حولها. وعن «ليلة رأس السنة» قالت إنها وأسرتها يحتفلون داخل المنزل في جو عائلي بهيج بعد أن يعودوا من رحلتهم السنوية في عصر ونهار هذا اليوم، التي يزورون فيها المناطق السياحية على شاطئ النيل، وغالب ما تكون إلى منطقة السبلوقة.. ونفت أن يكون الاحتفال برأس السنة يعني لهم طقساً عقائدياً.. مؤكدة أنها وأهلها مسلمون.. والمقدس بالنسبة لهم هما عيدا المسلمين. { يوم مختلف «نسيبة» من حملة الشهادات العربية، تقول إن يوم الاحتفال برأس السنة يختلف عن الأيام العادية بالنسبة لأسرتها، وكل شخص تكون له حرية الاختيار في النزهة، وهي تخرج مع رفيقاتها في المساء لأن الطبيعة المسائية هادئة وممتعة. وقارنت «نسيبة» بين الاحتفال خارج السودان وداخله، وقالت إن السودانيين يفضلون المرح نهاراً عكس الدول الأخرى، وتتمنت للشعب السوداني أن يكون العام الجديد جميلاً ومليئاً بالمحبة والمودة. { عادة دخيلة الشاب «خالد» يرى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية أمر لا يجوز للمسلمين وعادة دخيلة عليهم وفدت مع الغذو الثقافي الكثيف، وانجرف وراءها كثير من شبابنا.. هذا غير العادات القبيحة كالتراشق بالبيض والماء.. لكن «خالد» لا يرى غضاضة في ظل التسامح الديني في السودان أن يهنئ الإخوة المسيحيين بأعيادهم. { يوم عادي { المواطن «محمد أحمد» قال إن رأس السنة بالنسبة له ولأسرته يوم عادي لا يختلف عن أيام الأسبوع.. غير أن المهم في نظره هو الوقوف - بعد انقضاء عام ودخول آخر - مع النفس، ومراجعة الإيجابيات والسلبيات ومحاسبة الذات والتخطيط للعام الجديد، وهو الأمر الذي قال إن أغلب الشباب لا يكترثون إليه وينغمسون في احتفالاتهم ولا ينظرون إلى موطئ أقدامهم ليروا أين يقفون. { وقفة مع النفس الشاب «عادل حسن» قال إنه يتمنى في العام الجديد أن يعمنا السرور والبهجة وينعم كل أهل السودان بالفرحة، واتفق مع سابقه في أن كل شخص يجب ان يحاسب نفسه عن السنة الماضية.. ماذا فعل فيها من خير أو شر؟َ وختم حدثه داعياً الله ان يكون العام المقبل عام خير وبركة وأن نتحد ونكون إخوة.