{ ذاك الرقيب شرطة مصطفى محمد علي { الذي شارك في الحرب العالمية الثانية مناصراً للحلفاء. { وقام بقتل القائد الطلياني { فاحتفلت به بريطانيا ومنحته أرفع الأوسمة. { وللشرطة دور كبير في الاستقلال. { فكان إضرابهم المشهور في منتصف عام 1951م بجميع أنحاء السودان. { وكسراً لهيبة الحكومة المستعمرة احتل البوليس المواقع واستولى على السلاح والذخيرة. { والذاكرة تستحضر : { في مؤتمر جوبا الشهير عام 1947م طالب 15 شخصاً من النخب الجنوبية بتقرير المصير. { والجدل يدور ويدور حول استقلال الوطن من القبضة الاستعمارية للحكم الثنائي. { ويدور الزمن ويدور والمطلب الجنوبي في حالة بيات قابع في الصدور { إلى أن انطلق من القمقم الآن.. والاستفتاء على فركة كعب. { وقيادات جنوبية ما زالت واقعة في هوى ذكرى الاستقلال كمناسبة قومية { وقيادات أخرى هواها جنوبي فقط وترى أن الاستقلال بالنسبة اليهم لم يتحقق بعد. { ويعلنون صراحة بأن الاستقلال لديهم يتمثل يوم إعلان الانفصال؟ { والذاكرة تستحضر : { أنه في ديسمبر 2009 وقبل أن يطوي العام أوراقه الأخيرة وينصرف. { احتفل الإمام الصادق المهدي بعيد ميلاده وحينها صرح في أسى : (أنا حزين ولست بائساً) { وفي ديسمبر من العام 2010 لم يحتفل الصادق المهدي بعيد ميلاده . { لعله كان أكثر حزناً بل أكثر يأساً !! { والذاكرة تستحضر : { عبارة الزعيم اسماعيل الأزهري: { (جئتكم باستقلال مثل صحن الصيني لا فيهو شق لا فيهو طق) { وتجري ذكرى الاستقلال الآن والصحن الصيني فيه (شق) جنوبي. { وفيه (طق) دارفوري.. { وكل من ينظر الآن إلى صحن صيني على مائدته، يصاب بغصة في الحلق!! { والذاكرة تستحضر: الكاتب طه النعمان في مقاله - الشمعة التي أضاءها في مطلع عام 2010م. { تمنى في إطار استعادة الثقة بين شطري الوطن. { أن يكون للمنظمات الشمالية والمجتمع المدني الشمالي، دور، لتصبح الوحدة جاذبة. { أن يكون هناك حراك سياسي. { وأن يكون هناك حراك ثقافي ورياضي واجتماعي .. تبشيراً بالوحدة { وينصرم العام ويضيع الوقت في تبادل الاتهامات. {ولم يبق سوى الاستسلام.. لملامح اللبن المسكوب على أرض المليون ميل مربع. { والذاكرة أصبحت لا تستحضر بل تحتضر: { وفي يناير من العام 2011م يولد طفل. { ويمتد به العمر إلى أن يطعن في السن عام 2111م. { ويحاول أن يستحضر لأحفاده ما حكاه والده له عن العام 2011م وما سبقه من أعوام بدءاً بالاستقلال. { لا يصدق الأحفاد ما هو عالق بذاكرة جدهم. { فيتهمونه ب (الخرف) !! مسطول مشى بيت بكا.. وفي العزا اتأثر جداً.. وقبل ما يمشي سأل أخو الميت : ما في أمل يرجع؟!