أثارت مراسيم رئيس الجمهورية بتعيين ولاة لولايات دارفور بشكلها الجديد، أثارات حراكاً سياسياً لا تخطئه عين، خاصة في ولايتي جنوب وشرق دارفور، بسبب جملة من التقاطعات السياسية تحتشد بها ولاية جنوب دارفور قبل المرسوم وبعده.. ردود الأفعال تباينت عقب المراسيم الرئاسية، لكن بدأ المشهد السياسي بجنوب دارفور يترتب نوعاً ما للتعامل مع الواقع الجديد بتعيين الوالي «إسماعيل حماد»، خلفاً ل «كاشا» صاحب السيرة الطيِّبة بالولاية، الذي صار - بحكم التقسيم الجديد - ينتمي إلى شرق دارفور. الآن جنوب دارفور تجاوزت الارتباك الأول وشكلت لجنتها العليا برئاسة نائب رئيس المؤتمر الوطني «محمد عبدالرحمن» مدلل لاستقبال الوالي الجديد، وعقدت العزم على أن يكون الاستقبال مرضياً.. وعاود الحراك السياسي بحزب المؤتمر الوطني نشاطه بعد سكون عابر وملحوظ أعقب تلك المراسيم، حيث عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين سلسلة من الاجتماعات وسط الأمانات والقطاعات المختلفة، خرجت بعضها ببيانات تؤيد تلك المراسيم وتهنئ الوالي «حماد إسماعيل» بنيله ثقة رئيس الجمهورية وتؤكد وقوفها مع قرارات (المؤتمر الوطني) كما جاء في بيان أمانة شؤون المرأة بالولاية.. أما أمانة الشباب بالحزب فهنأت جماهير دارفور بإنشاء ولايتي شرق ووسط دارفور ومواطني جنوب دارفور بتعيين ابن الولاية والياً عليها. وأكد البيان وقوف الشباب خلف القيادة العليا للحزب. وكشف مصدر ل (الأهرام اليوم) أن اجتماعاً ضم قيادات المؤتمر الوطني وأعياناً من قبيلة الهبانية - التي ينتمي إليها الوالي الجديد - بحث المرحلة المقبلة، وقال المصدر إن الاجتماع أشار إلى أن الوالي السابق «كاشا» دخل قلوب أهل الولاية بتنفيذه للبرنامج الانتخابي للمؤتمر الوطني، مما ترك إرثاً حميداً للوالي الجديد، وخلص الاجتماع إلى أهمية دعم الوالي الجديد ليكمل ما بدأه كاشا ويزيد عليه. { مواطنو الولاية .. حزن وأمنيات مواطنون بجنوب دارفور تحدثت إليهم (الأهرام اليوم)، أشاروا إلى أنهم يعتصرهم الحزن لفراق الوالي السابق دكتور «كاشا»، الذي اعتبروه أنجز العديد من المشروعات المهمة وحل الكثير من المشاكل، لكنهم استطردوا بأنهم بدأوا يتعاملون مع الواقع الجديد، وقالوا: نؤمل أن يركز «إسماعيل حماد» على الشرائح الضعيفة.. الباعة المتجولين وأصحاب الكسب المحدود (أصحاب الدرداقات، ستات الشاي وغيرهم).. وتمنوا أن تتوقف في عهده (كشات المحلية)، وأجمعوا على ضرورة أن يحكم الوالي قبضته على زمام الأمن بالولاية وعدم السماح للنعرات القبلية بالتسبب في صراع مرة أخرى، وأثنوا على تأكيد الوالي الجديد بأن الأمن سيكون من أبرز أولوياته في المرحلة المقبلة، وأضافوا أنهم يأملون أن تعالج مشكلات التمويل التي عانت منها الولاية خلال الفترة الماضية، خاصة في ما يتعلق بتخصيص الإيرادات التي كانت تمثل أكبر عقبة واجهت حكومة الوالي السابق، وأرهقت كاهل الولاية بمديونيات فاقت (200) مليون جنيه. { الخريجون ينتظرون أكثر من (4) آلاف من شريحة الخريجين بالولاية، تم تعيينهم في شهر مايو من العام (2011)م، إلا أن حكومة الوالي السباق عجزت عن الإيفاء بحقوقهم على الرغم من أنهم انخرطوا في دولاب الخدمة المدنية منذ إعلان تعيينهم.. يتفاءل هؤلاء الخريجون بأن تُحل مشكلتهم.. وطالب عدد منهم - عبر (الأهرام اليوم) - وزارة المالية ورئاسة الجمهورية بدعم الوالي الجديد من أجل معالجة قضيتهم. { وبعد.. ها هو المشهد بدأ يترتب في ولاية جنوب دارفور التي تحيط بها التحديات من كل جانب.. وتنزَّل إلى واقع الولاية تعيين «إسماعيل حماد» خلفاً ل «كاشا»، الوالي السابق الذي أجمع أهل الولاية على كفاءته.. فهل ينجح «حماد» في غزو قلوب وعقول أهل الولاية ويثبت (الوطني) صحة اختياره له؟!