في عموده بجريدة أخبار اليوم عدد الخميس 26 يناير قال الدكتور إسماعيل الحاج موسى «ليس هناك قواعد إجرائية مفصلة عندما نتناول القضاء في الإسلام هناك حدود وهناك نصوص وأحكام شرعية مستمدة من القرآن الكريم والسنة ومستفادة ومستخلصة من سيرة الصحابة الميامين والخلفاء الراشدين ولكن ليس هناك نصوص إجرائية محددة قاطعة هناك قواعد وأحكام في الإثبات نعم ولكن ليس هناك تفاصيل في إجراءات التقاضى جنائياً كان أو مدنياً ثم إن النصوص هذه يصدرها المشرع ووقتها وأينما اصطدمت بالعدالة وحالت أو أعاقت تحقيقها يمكن لهذه النصوص أن تعدل» . والدكتور إسماعيل لا يخترع من رأسه لكنه يستند إلى معرفة واسعة بالقانون وبالشريعة فهو قانوني كبير لم يكتف بالليسانس وحده وإنما أضاف إليه الماجستير والدكتوراة ثم إنه قرأ كثيراً ولا يزال يقرأ ولم تقتصر قراءاته على تخصصه لكنه قرأ ويقرأ في سائر العلوم الاجتماعية وربما الطبيعية أيضاً ولذلك فإن كتاباته في التقاضي والنصوص والقواعد الإجرائية يجب أن يؤبه لها . والدكتور إسماعيل من عائلة دينية والسيدة والدته من أسرة إسماعيل الولي مؤسس الطريقة الإسماعيلية وقد قدمت هذه الأسرة بعض الشخصيات المؤثرة المهمة التي خدمت البلد والدين والطب والسياسة والجيش والشرطة، فبالإضافة إلى الجد المؤسس هناك السادة المكي والبكري والباقر والزعيم إسماعيل الأزهري والمحامي الوزير إبراهيم المفتي والدكتور أبوحسن أبو ومدير الشرطة الأسبق مكي حسن أبو واللواء محمد إدريس عبدالله رئيس هيئة الأركان قبل مايو 69 وهو أحد شواهق العسكرية السودانية . وكان الدكتور إسماعيل الحاج موسى كاتباً صحفياً وسياسياً منذ أيامه طالباً في جامعة الخرطوم وكان رئيساً لاتحاد طلابها وكان وزيراً للثقافة والإعلام أكثر من مرة في العهد المايوي ولم يكتف الدكتور إسماعيل بالكتابة الصحفية لكنه شغل معها أرفع المناصب الصحفية مثل رئاسة مجلس إدارة (الأيام) ورئاسة هيئة تحريرها وفي ذلك الوقت كانت في البلد جريدتان فقط هما الأيام والصحافة . وهو كما قلنا محام كبير وكلف ربما أكثر من مرة ببعض المهام في المجلس الوطني وفي مجلس الولايات ولكن من الصعب أن يقال إنه إنقاذي أو إنه من رموز النظام وما زالت مايويته رغم السنين ورغم انتقاداته الكثيرة الموثقة هي الأسطع ويبقى في كل الأحوال ذلك العالم القانوني المتمكن والمرجو هو أن نستفيد جميعاً من علمه خاصة المعنيين بالقانون وأن ينظروا بعين الاعتبار لكل ما كتبه ويكتبه في هذا المجال، سواء في الصحف اليومية أو في الدراسات والأوراق التى يقدمها.