{ هزني تلفون، أو فلنقل مهاتفة، جاءتني من الفنان الدكتور عبد القادر سالم، تشكرني، على كلمة حق قلتها من أجل عيون رئيس جمهورية الشعر الغنائي محمد يوسف موسى. { والدكتور عبد القادر سالم، واحد من المطربين الفنانين الذين نقلوا فننا الغنائي إلى المحلية والعالمية بل وجمعوا للطرب والمطربين قيمة علمية تخصصية، والثاني هو صاحب الصوت المتفرد بحسب التصنيف العالمي عثمان مصطفى. { وهما صديقان في الأداء والسفر، وقد لاقيتهما في مطار القاهرة في منتصف الثمانينيات وهما عائدان من فرنسا بعد مشاركة فنية رفعا فيها اسم السودان عالياً في محافل الطرب. { وكلاهما يحمل درجة فسلفة الحقيقة، في تخصصه، (الدكتوراة) وما زال عبد القادر سالم يغني ويطرب الناس وإن كان عثمان مصطفى قد أصبح شبه متفرغ للتدريس. { ولعبد القادر سالم يرجع الفضل في ولادة ما يعرف بالأغنية (الإقليمية) خصوصاً الكردفانية، وقاد الناس للتعرف على (الجراري) و(المردوم) وهما من أجمل الأسس الموسيقية في السودان ذات الأصل العربي جداً. { وبمثلما فعل النعام آدم (عليه الرحمة) في تعريف الناس بموسيقى الشمال- الدليب وتابلوهات الجابودي- وأحمد عمر الرباطابي- في أغاني الدلوكة- وعبد الله باطا في التعريف بالأغنية النوبية، كان عبد القادر سالم هو (مدرس) التعريف بالأغنية (العربية) سواء من دارفور وكردفان. { ولن أقلل من دور الشاعر المثابر عبد الله الكاظم، وبلوم الغرب عبد الرحمن عبد الله في هذا، ولكن يبقى عبد القادر سالم هو أستاذ هذه المدرسة بلا منازع. { بل وبدون شك، هو أول من جعل أغنية أهلنا في الغرب أغنية وسيطة، وتم مزجها بأغاني الوسط، ولهذا فإن سالم واحد من أغلى مؤسساتنا الغنائية. ودمتم