... إستضاف نادي الدفاع الثقافي تجربة الفنان عبد القادر سالم الفنية عبر «37» عاماً في أمسية تميزت بالحضور الانيق الذي إستمتع بإيقاعي الجراري والمردوم.. بدأت الأمسية بقراءة وجيزة عن سيرة الدكتور عبد القادر سالم الذي ولد بمدينة الدلنججنوب كردفان عام 1946، واستقرت أسرته بمدينة الابيض التي تلقى بها تعليمه الاولى والأوسط ثم تدرج في السلم التعليمي حتى تخرج في معهد المعلمين بالدلنج عام 1963وعمل معلماً بالمرحلة الابتدائية في الابيض والدلنج إلى أن التحق بفرقة فنون كردفان بالابيض عام 1964 وتعلم مباديء علوم الموسيقى وتمت إجازة صوته رسمياً من الاذاعة السودانية عام 7691م وأصبحت اغنياته معروفة على مستوى السودان، ويرجع له الفضل في ابراز المقام العربي الموجود في كردفان مثل «مقام البياتي» و «مقام الكرد» وكذلك عرف المستمع السوداني على ايقاعات «الكيسا» والجراري والمردوم والتي ترجع إلى الأصول الافريقية.. ... في عام 2002م نال عبد القادر سالم درجة الماجستير من جامعة السودان عن اطروحته «الغناء والموسيقى لدي قبائل الهبانية بجنوب كردفان»، وفي عام 2005 نال درجة الدكتوراة في (الانماط الغنائية في اقليم كردفان ودور المؤثرات البيئية في تشكيلها) له العديد من المشاركات الدولية باسم السودان في كل من اوروبا وافريقيا.. تقلد منصب الامين العام لاتحاد الفنانين منذ العام 1944-2008وفي مارس 2008 تم إنتخابه رئيساً للاتحاد العام للمهن الموسيقية بالسودان ويعمل الأن أستاذاً مساعداً بجامعة الخرطوم. ... وقال د. الماحي سليمان في كلمته أن السودان مليء بفنونه الشعبية وتراثه الموجود في معظم المناطق وقد استطاع عبد القادر سالم أن ينقل الينا جزءاً كبيراً من تراث كردفان وفنونه عبر الغناء الشعبي والتعرف على الفلكلور السوداني في هذه الرقعة المهمة من ولايات السودان.. وذكر د/ الماحي أن الفنان عبد القادر نقل الاغنية الكردفانية إلى الوسط واضاف إلى الاغنية السودانية نغمة جديدة «السيكا» ربع التون الموجود في أغلب الأغاني الكردفانية وهي من النغمات العربية المنسية التي الفت عليها معظم الموشحات الاندلسية والعربية... واستعرض د. محمد سليمان ترنين التكامل الثقافي والفني الكبير بين كردفان ودارفور الذي حدث بحكم الجوار وتداخل الثقافات بما في ذلك أغاني «الجراري، المردوم التويا» وقد استطاع سالم واحساس فعل ذلك وافراغ هذه الثقافات في قوالب لحنية سهلة على غرار «جيناكي زي وزينه» وارجع ترنين ذلك إلى معرفة الفنان عبد القادر سالم بطبيعة المنطقة وجغرافيتها وثقافاتها المتعددة بجانب دراسته بمعهد الموسيقى وتمكنه من توظيف الجوانب اللحنية في أغاني البنات والرقصات الشعبية في اغاني (الهداي، ورقصة الكمبلا والمردوم) مثل: (اللوري حل بي.. دلوني في الودي.. فتيل بت السودان.. دلوني في الودي..معلق في الدكان.. دلوني في الوادي) وكذلك اغاني الدارملة: «الجنزير التقيل البقلا ياتو» و «لا كان الحارة جات الزول بلقى أخو»، كما استعرض د. محمد عبد الله الريح درجات الاصوات والالحان عند الانسان والحيوان واختلافها من بيئة لأخرى، مشيراً إلى أن عبد القادر سالم واصل المسيرة في ابراز الفلكلور والتراث الكردفاني ونقله للعالمية عبر مشاركاته الدولية.