في مفاجأة متناقضة مع الطلبات المتتالية للسلطات المصرية للسودان بتصدير اللحوم، أصدر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري المهندس رضا إسماعيل، تعليمات «سرية» مشددة لهيئة الخدمات البيطرية بوقف سفر اللجان البيطرية تماماً إلى السودان وإثيوبيا للإشراف على استيراد العجول والجمال الحية على ذمة موقع «بوابة الأهرام» المصري أمس الأربعاء. يأتي ذلك بهدف منع الاستيراد تلقائياً للحوم من كلا الدولتين، وهو ما يعني انتكاسة حقيقية في العلاقات التجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا. خاصة في قطاع الثروة الحيوانية والذي تتجاوز استثماراته المصرية نحو 400 مليون جنيه ويعد أكثر القطاعات النشطة بين البلدان الثلاثة منذ عام 2009. وكشفت مصادر مطلعة أن وقف الاستيراد جاء بعد اجتماع طارئ عقده الوزير مع اللواء أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية. ، لمناقشة تقرير من الرقابة الإدارية حول اللحوم المستوردة من البلدين ويشوبه الكثير من المغالطات. وأضافت أن اللحوم السودانية والإثيوبية نجحت في السيطرة على أسعار اللحوم محلياً وخفضها، بعد توفيرها نحو 250 ألف رأس عجول وجمال حية سنوياً على الأقل وإيقاف استيرادها ينذر بمقاطعة تجارية كاملة من السودان وإثيوبيا لمصر، خاصة أن الثروة الحيوانية تمثل أهم موارد الدخل في كلا البلدين. وأكدت أن ذلك يمثل تهديداً خطيراً لسمعة البلدين في السوق العالمية للحوم، وذلك وفقاً لمذكرة الاحتجاج الشديدة التي أعدها السفير الإثيوبي بالقاهرة للدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، لتوضيح الموقف المصري في أسرع وقت. وكشفت أن ذلك يعد تصعيداً «متعمداً» وبمثابة إنذار شديد اللهجة من الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة بعد تصريحات الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني حسن الترابي، بعدم جدية الاستثمارات المصرية في السودان في القطاع الزراعي، إلى جانب تأكيد وزير الزراعة رضا إسماعيل عدم وفاء حكومة السودان بتوقيع اتفاق التبادل التجاري مع مصر وذلك حسب بوابة الأهرام المصرية .