سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    images (21)    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور الجميعابي في حوار ما بعد المذكرة التصحيحية ل(الأهرام اليوم):
نشر في الأهرام اليوم يوم 15 - 02 - 2012

كانت أسهل الإجابات على الرجل (فليغادروا بالجملة) بينما كنت أنا أتحسس جهاز التسجيل لأكثر من مرة، وضع مشرطه على جسد الحركة الإسلامية بمهارة فائقة وهو الطبيب الذي ضل طريقه إلى العمل السياسي. كان النهار دافئا والقرية التراثية التي تحتضن مشروعه الثقافي والاجتماعي تحدث عن نفسها، وبصوت عنيد سكب المزيد من الإفادات الساخنة والجريئة.
طوال تلك الفترة من عمر الخلاف بين الإسلاميين، ظل القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي يلوذ بالصمت تارة، وينشغل أحياناً بالعمل الإنساني، ولكنه في قرارة نفسه كان مفجوعاً بما جرى، ومعتقلاً في زنازين المحنة، وعلى مقربة من ذلك الدخان ظل الدكتور الجميعابي يتأرجح في قوائم التصنيف السرية من (وطني) إلى (شعبي) دون أن يعلن انخراطه في صفوف أحد الجناحين، حتى انفتحت الأبواب للريح بزيارة الرئيس البشير له في دار المايقوما منذ سنوات خلت، تلك الزيارة المفاجئة التي دار فيها حديث طويل يشف عن حال الإسلاميين، وحال الوطن المنهك بالجراح. الدكتور الجميعابي هو كتلة من القلق والبحث الدائم عن هدف يليق بأشواقه، جريء ولا يبالي في قول الحق.. قد كان قيادياً باتحاد جامعة الخرطوم لأكثر من (7) سنوات، وعضواً بمجلس شورى الحركة الإسلامية، ومن ثم أصبح محافظاً لأم درمان و(محافظاً) للدامر على طريقة النفي والإبعاد، ومن ثم كان وكان، حتى التصقت به صفة (مثير للجدل)! وعلى صلة بجراحات الإسلاميين وخلافاتهم المتصلة فقد مسح هذا الحوار على المذكرات التصحيحية الأخيرة وملابساتها وآفاق الخروج من المنعطف الراهن، ودهاليز الفساد، فهل ستعود الحركة الإسلامية من جديد لتخلص نفسها والآخرين في أزمنة الربيع العربي؟ على هذا السؤال وغيره أجاب الدكتور الجميعابي فإلى مضابط الحوار.
{ هناك محاولات اليوم لجمع شمل الحركة الإسلامية بعد أن تفرق دمها بين القبائل والأحزاب. إلى أي مدى هذه المحاولات جادة؟
_ صراحة لا أحسب أن هذه المحاولات سوف تفضي إلى شيء جديد، وهي شكل من أشكال التململ والإحباط الذي أصاب قواعد الحركة الإسلامية بعد الانفصال وبعد قررات أكتوبر التي أقصت زعيم الحركة الشيح حسن الترابي، وهي امتداد لمذكرة العشرة التي كانت بقصد تجريد أيدي الترابي من كل الأدوات التي كانت لديه وبالتحديد أدوات الحركة الإسلامية، القطاع الطلابي، الواجهات الأمنية الشعبية، استثمار الحركة الإسلامية واتصالاتها العالمية والداخلية، وقد نجحوا في ذلك كثيرا.
{ ولكن الحركة الإسلامية الآن موجودة بمسماها القديم؟
_ نعم بعد ذلك تداعوا وأسسوا حركة إسلامية أمينها العام الأستاذ علي عثمان محمد طه، وهي محاولة تجريد وقد نجحت بمستوى كبير جدا، وحقيقة الحركة الإسلامية تم وأدها بإدخال القيادات التي كانت تريدها القيادة، وبالتالي كل الأمانات وكل المجموعات كانت معظمها من المجموعات الخلافية التي قادت وشقت الحركة الإسلامية وشقت المؤتمر الوطني وعزلت الآخرين، وهو تغييب ممنهج ومنظم قادته هذه المجموعة حتى لا تعود الحركة الإسلامية جسما معبرا يمكن أن يواجه هذه المجموعات داخل الحركة نفسها وفي المؤتمر الوطني.
{ لماذا صمت شيوخ الحركة الإسلامية ورموزها طيلة تلك السنوات والآن بدأت أصواتهم ترتفع من جديد؟
_ حتى الآن أنا لا أرى حديثا ذا ثمرة من قيادات الحركة الإسلامية وإنما هناك تحرك من شباب الحركة، وهو مجرد حراك وجداني وأشواق بسبب تكلس القيادات التي تقود الدولة وتقود المؤتمر الوطني والتغييب الممنهج للحركة الإسلامية، والتغييب الممنهج لمعظم قيادات الحركة ووضح ذلك في أن كل القيادات المؤثرة التي تقود الحركة الإسلامية هي التي تقود المؤتمر الوطني، هي التي قادت الانشقاق وهي التي قادت الانفصال في الجنوب وهي التي عزلت الناس واحتكرت القيادة.
{ هل اطلعت على المذكرات الأخيرة وما رأيك فيها؟
_ هذه المذكرات أنا شخصيا ملم بمعظم تفاصيلها وأعرف من صنعوها بالاسم، أنا لم أجتمع بهم ولم أوقع عليها، ولكنني كنت من الذين - لو تذكروا - قادوا مبادرة تجديد القيادات عندما حصلت المفاصلة وحصلت قرارات الرابع من رمضان، قدت المبادرة حتى نهايتها.
{ ما الذي حوته تلك المبادرة؟
_ طالبت في ذلك الوقت بأن يغادر كل الذين قادوا الخلاف من المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي الساحة السياسية وساحة القيادة، وهم في ذلك الوقت لم يرتاحوا لكلامي، وجمعوا لي عددا من الأشخاص منهم الراحل مجذوب الخليفة والطيب إبراهيم والفاتح عبدون والدكتور عبد الرحيم علي والحضري وفتحي خليل، وطلبوا مني أن أوقف مبادرة تجديد القيادات التي نادينا فيها بصراحة أن تغادر كل رؤوس الخلاف الساحة ونجمع الحركة الإسلامية.
{ يبتعدوا من التنظيم أم من الدولة، كيف ذلك وهم قادة الحركة الإسلامية نفسها؟
_ أنا عندما قدت مبادرة تجديد القيادات طالبتهم بأن يبتعدوا من قيادة المؤتمر الوطني، في ذلك الوقت الحركة الإسلامية بشكلها الحالي لم تؤسس، أميرها كان هو الشيخ حسن عبد الله الترابي، ولكن طالبت كل الذين قادوا الخلاف بأن يتراجعوا خطوات للخلف، ولكنهم قاوموا بشدة وظلوا في القيادة، وبعد ذلك كونوا الحركة الإسلامية من ذات القيادات التي قدمت مذكرة العشرة، واستولوا نهائيا على الحركة الإسلامية وألجموها وجعلوها ضعيفة جدا والآن لا نسمع لها أي أثر في السياسة ولا في الحياة العامة وإنما هي جسم تم إحكام اللجام عليه من قيادات الدولة ومن قيادات المؤتمر الوطني النافذة.
{ ما القصد من تغييب الحركة الإسلامية يا دكتور؟
_ تغييب الحركة الإسلامية قصد به الانفراد المطلق بالسلطة.
{ هل أنت على اتصال بالشباب الذين صنعوا المذكرات الأخيرة؟
_ نعم وإن كنت أعني عددا قليلا منهم قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
{ حسنا.. لماذا أخفوا أسماءهم؟
_ يكفي أنهم يتعرضون للتهديد الآن والمحاسبة، أنا لا أشعر بأنه توجد حرية ولا توجد شورى وديمقراطية لا في الحركة الإسلامية ولا في المؤتمر الوطني وإنما توجد مجموعات الآن تقود الحركة والحزب وتنفرد بالقيادة، هم الذين يقودون لأكثر من عشرين عاما لم يتغيروا، يتجهون من وزارة إلى وزارة ومن موقع إلى موقع، ومن قيادة إلى قيادة داخل المؤتمر الوطني وداخل الجهاز التنفيذي وداخل الحركة، هم لم يتغيروا أبدا ولا يقبلون بالتغيير ولا يقبلون بالتجديد، والآن هناك محاولات منهم لاحتواء هذا التململ والخروج ولكنها لن تكون المذكرة الأخيرة ولا الغضبة الأخيرة، أؤكد لك تماما أن معظم شباب الحركة الإسلامية وقياداتها الحقيقية والأصيلة هي تحمل ذات المفاهيم وأكثر من ذلك، عندما ينفجرون وعندما يعبرون لن تجد هذه القيادات المتمكنة في الساحة، سوف يخرجون عليها وسوف يخرجون على المؤتمر الوطني.
{ المؤتمر الوطني قال إنه لا يقبل أية وصاية مما يسمى بالحركة الإسلامية، دعني أسألك هنا المشروعية لمن؟
_ المشروعية للحكام، المشروعية للذين احتكروا قيادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي السياسي للدولة وهي مجموعة واحدة، وإذا الحركة الإسلامية أصبحت تنظيما حقيقيا فاعلا لكانت الآن في السجون.
{ هناك حديث عن أن دولة قطر بدأت اتصالات ببعض الشخصيات لإحياء الحركة الإسلامية بفعاليتها من جديد وبقيادة الدكتور الترابي ما صحة هذا الحديث؟
_ هذه مجرد شائعات ولكننا كلنا ندرك دور قطر الآن في الساحة العربية وأمركة الأنظمة العربية وإقصاء الواجهات الثورية التي تقود التغيير، نعم هذه ثورات ومعها تجد الكثير من المؤامرات لأمركة القيادات الموجودة للسيطرة على الثورات وإن هي خرجت عن الخط يحركون مجموعات بعينها لإضعافها كما يحدث في تونس ومصر وليبيا.
{ هناك زعم بأن الثورة في السودان لن تحدث لأن القصد من وراء هذه الثورات غير الشعارات المرفوعة تمكين الإسلاميين في الحكم، والإسلاميون يحكمون في السودان؟
_ ربما كان في هذا قدر من المعقولية، ولكن لا يمكن أن نطلق هذا الحديث على عواهنه بشكل مطلق ونثق فيه.
{ مذكرة العشرة أطاحت بالدكتور الترابي فبمن ستطيح المذكرات التصحيحية الأخيرة؟
_ هذه المذكرات الأخيرة ضعيفة جدا ولن تطيح بأي شخص، ربما تطيح بأصحابها أنفسهم، والآن الدولة عبر أجهزتها على درجة عالية جدا من الاستطاعة بأن تكمم وتحجم كل الأفواه التي تتحدث، لكن عندما تقوم الثورة الحقيقية سينتهي كل شيء، وسيعود الأمر للشباب.
{ هؤلاء الشباب والشيوخ الذين وقفوا خلف المذكرة هناك من يتحدث عن إحباطاتهم الخاصة لأن قطار التوزير والتنصيب تجاوزهم بماذا تعلق؟
_ القضية ليست قضية أن يجدوا مناصب، بالرغم من أن قيادات الحركة الإسلامية يحتكرون كل المناصب ولا يقبلون أن يختلف معهم شخص في الرأي وإلا أقصوه، هذه هي الكارثة والأكبر من ذلك الحديث عن الفساد الذي كثر ولا نجد من يحرك هذا الملف، والآن قضية واحدة تدوخ الناس، أنا في تقديري قضية الأقطان لا تساوي شيئا في قضايا الفساد الموجود الآن في الدولة ووسط قياداتها.
{ شيخ صادق في حوار أجريته معه قبل أيام قال إنه عايش كل الحكومات ولكن الفساد الذي وجده في هذه الحكومة لا مثيل له، فهل هو على حق؟
_ صادق عبد الله عبد الماجد كان ممثلا في هذه الحكومة، والفساد حقيقة نحن ما محتاجين ننظر إلى تقارير المراجع العام، الفساد الذي يتحدث عنه أهل السودان خارج هذه الأطر.
{ ولكن لا توجد بينات ووثائق؟
_ توجد بينات كثيرة جدا جدا، ولكن هل توجد سلطة تتجه إلى اجتثاث الفساد والسلطات التي وجهوها لمصلحتهم، الناس يتحدثون عن بناتنا وعن أصهارنا ويتحدثون عن إخواننا الذين يقودون الشركات الضخمة والاستثمارات، ولكن يجب أن يفتح هذا الموضوع كاملا حتى لا يكون الضحية دكتور عابدين ومحيي الدين، هذا الموضوع يشمل كثيرين جدا والجهات المختصة في السودان لديها كل المعلومات، ولكن هل يوجد من يجرؤ ويفتح تلك الملفات؟ حدثونا عن أبناء بعض المسؤولين الذين يقودون الشركات الكبيرة، حدثونا عن الذين يقودون الاستثمارات الكبيرة جدا، في الإمارات وفي ماليزيا وفي مشتريات الدولة، هل هذه الشركات يديرها أبناء القيادات من الحركة الإسلامية ومن المؤتمر الوطني ومن قيادات الدولة أم لا؟ فليحدثوننا كيف دخلوا إلى السلطة هل كانوا يملكون شيئا؟ وماذا يملكون الآن هم ونساؤهم وأصهارهم وأبناؤهم، هذا هو السؤال، الشعب السوداني يتحدث عنا كثيرا، الفساد لا يمكن أن تكافحه مؤسسة تابعة للدولة لأنها إذا تحركت أطيح بها.
{ إذن ما الحل دكتور الجميعابي؟
_ الأمر بيد السيد الرئيس، وأنا لا زلت أكن للرئيس قدرا من الاحترام وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يفتح هذه الملفات وأن يمكن للجان مستقلة تماما أن تتحرك في طريق اجتثاث الفساد الموجود وليس النائب العام، النائب العام ربما كان جسما مساعدا، ولكن معلومات الفساد موجودة لدى الأجهزة الرسمية وما على الرئيس إلا أن يطلب منها أن تأتي بالمعلومات المتاحة لديهم.
{ طيب إذا كان الواقع بهذا السوء لم لم تتحركوا؟
_ نحن لسنا بقيادات، أنا شخصيا لا أوجد في أي شكل من أشكال الدولة والحزب وكل القيادات التاريخية الآن أبعدت تماما ومقصود هذا الإبعاد، ولأكثر من عشر سنوات نحن خارج الجهاز التنفيذي وغير مرغوب فينا، ولا نريد أن نقود الفتنة، فإذا انطلقنا ونزلنا للشارع والرأي العام ربما نقود انشقاقا جديدا وربما نقود فتنة جديدة وهذا شيء لا نتشرف به، نأمل أن يكون التغيير تغييرا هادئا حتى لا نطيح بالدولة وحتى لا نطيح بالقيم وحتى لا نطيح بسمعة الحركة الإسلامية.
{ كيف تتوقع مخرجات المؤتمر العام للحركة الإسلامية المرتقب في غضون شهور؟
_ إذا كان هذا المؤتمر تحت هذه القيادة الموجودة فلا رجاء منه (والفي يده القلم ما بيكتب نفسه شقي) هذه النوعية من القيادات لا يمكن أن تفتح أبواب التغيير وأن تجتث الفساد وأن تحدث التغيير الذي ينتظره الناس وشباب الحركة الإسلامية وأهل السودان، أنا شخصيا غير متفائل وإنما هي محاولة لتجاوز هذه المرحلة (أنا أتحرك أنا أتنفس أنا موجود)، وحتى الأصوات الناقدة لا أثر لها، ولكن الذي أخاف منه أخي الكريم هو ثورة الجياع وثورة المهمشين وثورة البطالة، خريجو الجامعات والشوارع التي تعج بالعطالى عندما يتحركون وعندما تنضم إليهم المجموعات الناقمة ربما كان الأمر قبيحا لا يمكن أن نتصور مآلاته وكيف سينتهي.
{ ما الذي سيتغير حتى وإن خرجت الحركة الإسلامية وأمسكت بزمام المبادرة، نفس الشعارات (هي لله لا للسلطة ولا للجاه) (وفلترق كل الدماء) والإنقاذ كتجربة حية وشاهدة؟
_ هذه ذهبت مع الريح أخي الكريم، انظر للجامعات الآن، التيار السلفي، ربما تجد شخصا واحدا مثل شيخ عبد الحي يوسف عضويته في جامعة الخرطوم أكثر من عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهما الآن لا يمثلان أي تيار فكري في الجامعات، يمثلان تيارا سلطويا يستطيع عبر آلياته وماله وإمكاناته أن يأتي بالاتحاد.
{ دون مقاطعة _ هناك أصوات تكفيرية ومجموعات متشددة بدأت تكفر السيد الصادق المهدي والدكتور الترابي هل هم على صلة بالواقع؟
_ الآن الدولة فتحت لهذه المجموعات السلفية والسلفية المتشددة، وعلى نفسها جنت براقش وحقيقة (الذي يزرع الشوك لا يجني العنب) هم الذين حضنوهم وهم الذين مكنوهم وأدخلوهم إلى أجهزة الدولة، غدا سيكفرون بقية علماء السلطان أو الواجهات الرسمية، أما الحديث عن حسن الترابي وعن الصادق المهدي فهذا إسفاف، الصادق المهدي رجل مفكر ورجل عالم ومطلع وهو من خيرة قادة أهل السودان لأنه حكيم وقائد ومميز، أما الشيخ حسن عبد الله الترابي فهذا رجل آخر، هذا فلتة علمية ربنا سبحانه وتعالى أكرم بها أهل السودان، إما أن يحافظوا عليه وإما أن يدعوا أنصاف المتعلمين وبعض الجهلاء والكارهين والحاقدين أن تمتد ألسنتهم إليه، حسن الترابي كل الذين يتحدثون عنه أنا أدعوهم أن يناظروه في التلفزيون القومي في كل القضايا التي أثارها، لن يثبت منهم شخص، الترابي حتى ولوا اختلفنا معه سياسيا لا بد أن نحترم تماما علمه ومكانته، ولو كان الترابي في السلطة لما تطاول عليه أحد.
{ هل تتوقع أن يكون للدكتور الترابي دور في المرحلة القادمة؟
_ لو ظلت الحكومة بآلياتها وبمنهجها لا أتوقع له دورا كبيرا، ربما سيكون له أثر لو كان الجو فيه قدر من الحريات، ولكنني الآن لا أتوقع للمؤتمر الشعبي دورا كبيرا في المعارضة ولا الحزبية الموجودة، لأن الدولة والحزب الحاكم يمتلكان معظم أدوات التغيير والحسم والردع.
{ إذن كيف الخروج من المأزق الاقتصادي والسياسي؟
_ ربما يكون حديثي غير مقبول لكثير من الناس، الآن منهج التغيير ومنهج الإصلاح الشخص الوحيد المؤهل ليقود حركته هو السيد الرئيس عمر البشير، ياخ ما ممكن يحكمني وزير ومسؤول أكثر من عشرين سنة من وزارة إلى وزارة ومن إدارة إلى أخرى، لو الرئيس عايز يحصل على مزيد من التأييد فليستغن عن معظم هذه القيادات، والآن القضية ليست قضية خليفة للبشير القضية قضية منهج الحكم، هذه المجموعة التي تتحرك في كل مكان وفي كل زمان لن تتنازل. والشخص الوحيد الذي يستطيع أن يهزها هو السيد الرئيس، أخي الكريم نحن الذين فصلنا جنوب السودان وفي عهدنا حدثت أزمة دارفور، ونحن الذين اشتعلت الحروب في عهدنا ووصل الدولار إلى (5) جنيهات، نحن عايزين نقعد لمتين؟ الذين خلقوا الأزمات غير مؤهلين لتقديم الحلول، يجب أن يغادروا بالجملة، ساعتها سيلتف الشعب مرة أخرى حول الإنقاذ، يجب أن يغادروا حتى ولو قالوا إن (فلان) من أميز الناس، أميز الناس عشرين سنة ولم يحقق شيئا ولم يجعل له خليفة، فليغادر غير مأسوف عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.