(اثنان لا تأمنهما،الفرامل والنسوان!) هي جملة على خلفية ركشة، تعبّر إلى أقصى حد عن مفهوم صاحب الركشة عن الأمان في ما يخص الفرامل والنسوان والاعتماد عليهما حال الحوادث! وحوادث خيانات الفرامل تملأ الصفحات بطريقة مقلقة جداً، فكل مرة ينشر (منفستو) رحلة من الرحلات السفرية لموتى الحوادث المرورية. وكل مرة نشاهد حطام السيارات المنقلبة على جوانبها وظهورها بركابها على الطرقات اليومية للمدينة. والإدارة العامة للمرور تجعل التوعية دائرية ومتعلقة في أبعد حدودها بالجباية المرورية من رسوم سفرية وحتى مخالفة حزام أمان، لا يتم تثقيف الناس حوله من الأفراد النظاميين لها وحتى المدارس التي تمنحها التراخيص لتعليم القيادة واحدة من تلك المناهج التي تعتمدها بل ويكون تحت إشرافها ومخصص للطلاب يكتب عليه (ربط حزام الأمان إن وجد)! وجود حزام الأمان في مكانه المخصص على جسد الراكب وليس السائق وحده يقلل إلى أقصى حدود الحماية حالات الإصابة القاتلة في حال حدوث حادث مروري، شريطة أن يكون موضوعا بطريقته الصحيحة وليس التي يتحايل بها سائقو المركبات العامة، كما سائق حافلة ركاب يضع شريطاً في أصله أبيض يلوّنه بلون (الورنيش) الأسود ويربطه جانبياً ليغش به رجل المرور، فينجو من قطع الإيصال الخاص بحزام الأمان! ورجل المرور ذات نفسه حينما يكون راكباً سيارة الدورية ذات آلة التنبيه الشهيرة، لا يضع حزام الأمان، واثقاً فمن سيقطعه الايصال؟ إيصال القوانين والقواعد المرورية بلا فظاظة لتصبح سلوكاً وليست مجرد مخاوف، هي مهارة تحتاج الإدارة العامة للمرور أن تملّكها لكثير من منسوبيها في المقام الأول خاصة المباشرين في التعامل مع الجمهور، ليس عبر رسائل التوعية على قنوات الإعلانات أو في انتظار أسابيع المرور العربي ليكونوا حاضرين، إنما بشكل يومي ومتواصل وفي كل الأماكن من رياض الأطفال إلى أركان النقاش في الجامعات، وبكافة الأشكال وعلى مختلف الفئات وبمختلف المشاريع، لتضمن توصيل المعلومة ثم تثبيتها في سلوك الناس ومن ثمّ لتصبح هي السلوك العام على الطريق، بغض النظر عن مستخدم الطريق إن كان من الرجال أو النساء. والنسوان، بشهادة كثير من رجال المرور هنّ الأكثر التزاماً بالطريق، ويرجع ذلك للشخصية النفسية للمرأة من حيث حرصها على النظام والقوانين - هناك شهادات عالمية تقول إن النساء هنّ الأكثر شطارة في المجال القانوني! - كما يشاع أن النساء يستطعنّ ضبط أعصابهنّ في ما يخص التفلتات والتجاوزات على الطريق. والنسبة المرتفعة في الفترة الأخيرة لدخول النساء الطريق عبر قيادتهنّ للسيارات، جعلت الأمر يمضي لأن يكون دراسة منفذّة بالأرقام والرصد للمخالفات - قبل الكاميرات - والحوادث الخ... لتعرف الإدارة مدى التزام النسوان بالسلوك السليم.. لا أعني التجارب العاطفية إنما التجارب التي على الطريق. والطريقة المثالية لضمان الأمان هي أن تملّك الفرد، الثقة المطلقة والمعلومة الكافية واللازمة لشروط الأمان في كافة طرائق الحياة العامة والخاصة، ثم تترك الفرد ليقوم بخياراته من بعد ذلك، إما أن يخون تلك الثقة والمعلومة، وإما أن تملأ شاغر الجملة (اثنين ما تأمنّهما في السودان....) بما يناسبك!