لا شك ان حوادث المرور وما تسببه من آثار مختلفة اقتصادية.. اجتماعية ونفسية اصبحت هاجسا يؤرق كل الدول بالعالم.. وقد شهدت الفترة السابقة ندواتٍ بالمراكز الثقافية وعدد من الجامعات السودانية امها عدد كبير من المختصين وكل ذلك يصب في تطور التوعية المرورية وخانة السلامة المرورية التي هي هدف منشود في اطار حقوق وواجبات شركاء الطريق.. ولابد من الاهتمام بشريحة المشاة، ان حوادث المشاة تمثل نسبة عالية حسب احصائيات المرور وهنا اطالب بضرورة قيام اقسام التوعية المرورية بالتحليل وان أي حادث يجب ان لا يمر دون تحليل اسباب وقوعه ...الخ .. ان طلاب الجامعات يمثلون شريحة مهمة من المجتمع ومستهدفة وانهم حسب تصنيف المنظمات المتخصصة ومنظمة الصحة العالمية ومن هم يحملون الرخصة (A) يمثلون السن العمرية 18 - 40 اذا ما تم تقسيمهم الى ثلاثة فئات عمرية للسائقين. سن الشباب 18 - 40 ، 40 - 60 ، 60 - 80 والفئة الاخيرة اكثرهم نظرهم ضعيف ويستعملون نظارات .. للمساعدة لظروفهم الصحية.. ان الظاهر نظريا يرى الجميع اذا ما سئلوا ان السن العمرية الثالثة والنهائية دون الشباب هم الاكثر وقوعا للحوادث وارتكابها.. لكن الواقع يشير الى ان هذه الفئات لديها الخبرة المهارية والعقلانية وبما انها تعلم بظروفها الصحية لديها الاحتراس والحذر الشديدين وفهم اكثر لوسائل السلامة المرورية والتقيد بها .. والمنوال السلوكي الا ان الشباب الفئة الاولى هم الاكثر حوادث ومخالفات مرورية. (أ) القيادة بطيش وسرعة زائدة (ب) المحاذقة والتهور (ج) مرحلة الشباب الحرجة والتباهي وهذا ما جعل منظمة الصحة العالمية في تقاريرها الفرعية في سنوات خلت تشير الى ذلك مع ان المرأة عموما اقل حوادث من الرجل .. ما اريد الاشارة اليه ان سلوك السائق من عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية ومتطلباتها وللاسف ان البعض منهم ينفذ القانون خوفا من العقوبة وهو فهم خاطيء لأن المطلوب من السائق ان يقتنع بأن تنفيذ القانون هو وسيلة الى السلامة المرورية وان الطريق عام ومتاح للكل.. مثال عدم ربط الحزام (حزام الامان) خطورة اينما خطورة ان عدم ربط الحزام يعرض السائق الى مخاطر الارتطام بالرأس - القفص الصدري.. العمود الفقري ، ويؤدي ربطه الى تفادي الحوادث خاصة الانقلاب بنسبة 50% و 75% عند الانقلاب... حسنا فعلت اكاديمية العلوم الهندسية بتنظيم ندوة «تعليم المرور» وقد حرص قادة المرور ومدير الادارة العامة والتحية للبروفيسور محمد علي بشير فقد قدموا مثالا لربط الجامعة بالمجتمع وهمومه الاجتماعية وصولا لتغيير السلوك التزاما بالتقنية والهندسة المرورية المتقدمة. والمساهمة في خلق طرق مرورية خاصة بالعاصمة ذات بيئة متطورة في قلب العاصمة وما حولها من تطور عمراني وسكاني.. الا انني ارى ان اطراف العاصمة تحتاج الى توعية مرورية بجرعات اكثر خاصة الاقل وعيا مروريا وتعرف بعدم الوعي المروري.. الاهتمام بالتقنية المرورية مطلوب مع ملاءمتها الظروف الاجتماعية والنفسية والفهم المروري الثقافي واستعمال المركبات .. كما ان الهندسة المرورية معنية بذلك وان الطريق واحد من اضلاع المثلث الذي تحكمه القاعدة المرورية وان اي حادث مروري خطأ لواحد من ثلاثة الطريق - السائق - المركبة .. أثمن واركز على ضرورة التوعية المرورية بالجامعات وان تنزل الى الشارع العام خاصة الاندية في اطراف (مناطق عدم الوعي المروري).. واكرر ان الحملات المرورية واحدة من ادوات المنع علما بأن القاعدة المرورية تشير الى ان (اي مخالفة مرورية يعقبها حادث مروري).. لذا انا مع هذه الحملات ولكن ضرورة الاهتمام بالمخالفات اثناء السير خاصة التجاوز الخطأ.. واولئك الذين يرتكبون مخالفة تجاوز خط الوقوف الاول، عند التقاطعات او الصواني او عند علامات عبور المشاة.. يجب ان تحرر مخالفات مثل هذه لأنها تؤدي الى ترقية السلوك والثقافة المرورية خاصة اصحاب الحافلات (الرزرق في الأبيض)؟؟؟؟ والركشات وغيرهم واولئك الذين من سار الى مسار دون تحدد او التزام بقواعد المرور في تحديد وجهته بدلا من مفاجأة السائق الذي خلفه .. بالتجول من اقصى اليمين الى الشمال وبالعكس مثل هذه المخالفات تحتاج الى ردع.. لأنها من افراد العقوبة الردع... نشأت طرق فرعية كثيرة وفق تطور في الطرق وكما سبق يجب ان يواكب ذلك تحديد اولوية المرور - بعمل علامات عمودية (قف).. مثال الشارع القادم من المطار وتقاطع الجمهورية ثم شارع الجامعة شرق وصولا لشارع النيل.. يحتاج الى تحديد اولوية المرور لكثرة الحوادث وألحظ تردد السائقين رغم الاولوية المعروفة ... وهذه بلا شك واحدة من مشاكل المرور في عدم التنسيق مع المحليات... في الخاتمة التحية الصادقة للاخ نائب مدير عام قوات الشرطة لاهتمامه بما يكتب.. وتحية خاصة للمك الفريق محجوب حسن سعد وسعادة الفريق عزالدين نمر والبروف محمد علي بشير وكل من طالبوا بمزيد من الكتابة .. نسأل الله ان يجعل للجميع في كل خطوة سلامة.. ونسأل الله التوفيق..