والاتحاد العام للصحافيين السودانيين، يحاول بإعادة منبره الدوري أن يكون لاسمه معنى، في تشكيل الحراك السياسي والاجتماعي وبالضرورة الإعلامي، وبحضور نفر مصاحب لرئيس السلطة الإقليمية لدارفور (د. التجاني سيسي) ورهط من مختلف المنابر الإعلامية، كان المنبر حول ورقة العمل الإعلامي الإستراتيجي في دارفور. ودارفور حكاية متواصلة منذ أن اندلعت الحرب في الثالث من العام ألفين، وحتى الآن تتصاعد أحداثها بحسب المفاوضات والجلسات وتقل حدّتها كلما استقرت الأحوال. وأحوال السلطة الإقليمية التي يرأسها (د.التجاني) تبدو جيدة كما نراها في تكوين التشكيل الحكومي لها والبدء في جلسات التشاور لوضع الإطار المناسب لمقرها الدائم بالفاشر - بإذن الله - والهدوء العقلاني الذي يناقش به (د.التجاني) كافة الأسئلة المعلّقة على شماعة الاتهامات المائلة، بالسبب السخيف الذي بسببه كانت كل هذه الأمور التي نكتبها، وهي القبلية، حيث كلما جلسوا سألوا عن من هم أحق الناس بحسن السلطة في دارفور؟ الأقربون ل(سيسي) بالدم أم بالإثنية؟ الثناء المستحسن البائن، الذي يجده (سيسي) من الواجهات الإعلامية بمختلفها، يعود إلى طبيعة الرجل الدبلوماسية وخبرته الواسعة في الشأن الأفريقي والعمل بمنظمات المجتمع المدني، وخصائص الحوكمة الراشدة (منظمة النيباد)، إضافة إلى سلوكهم كحركة في اتخاذ الشفافية مبدأ للتعامل مع الإعلام، فقد قال صادقاً إنهم في هذه المرحلة ليسوا بحاجة إلى التطبيل، إنما هذه الخطط الإعلامية كالتي قدمها (د.محيي الدين تيتاوي)، التي تدعم السلام والتنمية والعودة الطوعية ورتق النسيج الاجتماعي بالمنطقة. والمنطق الذي يحكم العقل الجمعي للإعلام الرسمي أو الموجّه هو ما يجعل تصنيفنا من الجهات العالمية في أسفل سلّم الشفافية السياسية أو الحكومية. فالإعلام هو الأساس لكل عمل، لكن كيفية تسيير ذاك الإعلام هي المحك الذي تلعب عليه الأنظمة بإرسال رسالات قولها الذي يلبي حاجات نظامها فتصبح المفارقة بين الواقع والحقيقة هي الكوميديا التي تضحك وتبكي في وقت واحد! الوحدة الوطنية التي يراهن عليها (د.سيسي) أن تجمع كل أبناء السودان، وليس العدسة الضيقة لأبناء دارفور، هي الحاجة الماسة التي يجب أن يرافع بها هذا البلد أمام كل محاكمة ومحكمة واتفاقية، كما جاء في تعقيبه (إن الحل الصحيح لقضية دارفور هو الحل القومي بدلاً من الجهوي الضيق. لذا قمنا بإنشاء المفوضية القومية لحقوق الإنسان قبل البدء في عمل المفوضيات الفرعية وعقد مؤتمر أصحاب المصلحة). والمصلحة الآن لبناء دارفور هي بتحويل الخطاب الإعلامي القديم الهادم (عرب وزرقة) الذي خرج من أصحاب - مصلحة سوداء - لتكريس الجهوية والقبلية بأشكالها القذرة، وتحويل ذاك الخطاب إلى خطاب توعية تبدأ بتمليك الناس - كما ذكر رئيس السلطة - وثيقة اتفاق الدوحة للسلام، ليقرأها الناس، ثم من بعد ذلك التوعية بكل ما يتصل بها للوصول إلى سلام شامل يسعى إلى لم شمل كافة الحركات غير الموقعة. وقعنا على دفتر الحضور لنستمع إلى ما هو مميز في حديث (د. التجاني سيسي) الذي وضّح لزميل من صحيفة "التيار" المتوقفة، حينما سأله بما عرف عنه اهتمامه بالمصداقية في نقل المعلومة عمّا هو النطق الصحيح لاسمه فقال باسماً (لا علاقة لاسمي بالألف واللام هو سيسي بفتح السين وهو خاص بعائلتنا الدمنقاوي) وبلغة الفور سيسي هو الرجل المستقيم، ولأن لكل اسم معنى، عسى أن يفلح في عدل عوج السلطة القبلية!