تحايا وأشواق وأمانٍ صراحة لم أندهش للنتيجة المخيبة للآمآل والتي خرج بها المريخ أمام فريق الأمل عطبرة والذي عرفت فرقته إعلامياً بفهود الشمال، لاعتبارات موضوعية وعقلانية، وكل شواهد الأحداث ومجرياتها تشير إلى أن المريخ هو المريخ القديم، لم يتجدد أو يستبدل خططه التي ألفناها قبل ردح من الزمان، فقد عشق الدوران وأدمنه في حلقة مفرغة (لا تودي ولا تجيب)، ولو تذكر كتبت مقالاً في هذه الزاوية بعنوان (وإن عاد جمال محمد عبدالله الوالي) معقباً لك على مقال مميز جداً بعنوان (المسيرة المريخية والأوهام الحقيقية) والمقالان الآن في زمة الإرشيف وموجودان بالصحيفة الإليكترونية للإهرام اليوم بالشبكة العنكبوتية، وبينت في ذلك التعقيب المقروء وقلت بالحرف الواحد، أن جمال الوالي هو طرف أصيل في هذه الأزمة التي يعيشها المريخ.. واستندت واتكأت على مثاليته المعهودة الزائدة عن اللزوم وتجاوزه الواضح والصريح عن الأخطاء القاتلة التي لا تحتمل التأخير أو التسويف، وقد تضرر المريخ وفرقته جراء ذلك كثيراً، بل ذهبت أبعد من ذلك وثبت حقه المادي وقلت إنه دفع دفع من لا يخشى الفقر، إلا أنه وبكل أسف كان الناتج صفراً كبيراً تنوء عن حمله الصحافة الرياضية بأجمعها، وذكرت أنه ليس بالمال وحده تبنى وتؤسس الأندية وإن كان ذلك كذلك لأصبحت الشمس علينا لنجد المريخ في مصاف الريال أو برشلونة أو الآرسنال. فالشاهد أن هنالك حلقة كبيرة مفقودة في منظومة هذا النادي العريق لا ندرك كنهها، وأحسب أن قطار المريخ ومسيرته قد توقفت عند محطة جمال الوالي وكأني بها تقاصرت وتقزمت عند الصفوة، ونسي الجميع أو تناسوا عمداً والله لا أدري أن الإحلال والإبدال يظل من متلازمات العمل العام المؤسس على الشورة ومراجعة الإخفاقات. قرأت قبل أيام للأستاذ/علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية قوله في محاربة الفساد والمفسدين بالشبهات: (يجب أن لا نقتل الذبابة بصخرة) وكان موفقاً في هذا التعبير الجميل، والأستاذ/ علي عثمان له مقدرة مدهشة في الإقناع بحججه المتماسكة عندما تتشابك الخيوط، وقد حباه الله بناصية الكلمة ومهارة الخطابة، نحن عشاق المريخ (الصفوة) أحوج ما نكون لصخرة شيخ علي لنهوي بها على رؤوس أولئك النخب المستنخبة والذين ابتلي بهم الله المريخ وجمهوره العريض، على أمل الشفاء حتى نتنفس الصعداء وينصلح الحال الخايب، وأعني بالتحديد الإعلام السالب وحارقي البخور والمطبلاتية وماسحي الجوخ، عسى ولعل أن يهيئ الله لنا من أمرنا رشدًا، ليكون القادم أحلى وقبيلة المريخ زاخرة برجال أفذاذ أصحاب عقول كبيرة وأفكار ثاقبة ذوي رؤية شمولية، وأحسب أنها ستدفع بقضية المريخ وقد تنتقل به إلى مربع آخر، مربع الريادة والسيادة كسابق عهدنا به وقد شبعنا حد التخمة من (المغايس) وتقطعت (مصاريننا) جراء ذلك وما عدنا نحتمل المزيد منها. من المفارقات العجيبة والمحبطة أن جمهور المريخ العريض في الموسم الذي مضى كان يمني نفسي بأشواق وأشواق أن ينهي الممتاز بالعلامة الكامله، فإذا به يتفاجأ اليوم أن فريقه يستهل الممتاز بنزيف النقاط في أول لقاء في حالة غير مسبوقة في أروقة النادي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.. مخرج داخل النص بمناسبة صخرة الأستاذ/علي عثمان محمد طه هنالك صخرة أخرى للشاعر السعودي الأديب الأمير عبدالله الفيصل، هذه الصخرة الجميلة التي صدح وتغنى بها الفنان المرهف العاقب محمد حسن كأروع ما يكون الأداء وبتطريب عالٍ، مهداة إلى كل عشاق المريخ ولقراء كرات عكسية على وجه الدقة والتحديد.. يا حبيبي ظمأت روحي وحنت للتلاقي.. وهفا قلبي إلى الماضي وناداني اشتياقي.. أنا ظمآن ألاقي في حنيني ما ألاقي.. فاسقني واملأ النور ليالي البواقي.. أنت تدري ما بقلبي من عذاب وشجون يا ضنين حرم اللقيا علي غير ضنيني. حسين الهادي عبدالرحيم القضارف