يصادف بعد غد الخميس 8 مارس اليوم العالمي للمرأة، وفي ذكرى هذا اليوم تشارك الإعلامية جدية عثمان بمقال كتبته لعكس الريح من العاصمة البريطانية لندن، وأنا سأغادر بإذن الله تعالى إليهم بمدينة الضباب وسنحتفل دون شك بهذا اليوم معاً ومع كل نساء الأرض اللواتي لولاهن لما كان في حرم الجمال جمال. التحية للمرأة العظيمة أينما حلت في هذا الكون وفي قلوبنا العامرة بمحبتها وإلى المقال: كنت أشاهد برنامج الصباح على الفضائية السودانية فاستوقفني حوار مع أستاذة بجامعة الأحفاد عن كيفية الاحتفال بيوم المرأة العالمي ومحاربة العادات الضارة. لكم هو جميل أن تحارب كل العادات الضارة كالعنف والاضطهاد والختان والكثير الكثير من هذه العادات، ولكن السؤال الذي يظل قائماً هو ماذا يقدم الرجل للمرأة في مثل هذا اليوم على الصعيد الأسري والاجتماعي؟ هل هو الاحتفال بيوم يأتي مرة في السنة ويعيد الحديث الأجوف عن دور المرأة في المجتمع وتنشئة الأطفال وحقوقها في التعليم والعمل والمساواة بينها وبين الرجل فقط أم أن هناك ما يقدمه فعلياً وعملياً؟ ومن هنا أود أن أقول إنه لا بد من الاتحاد بين النساء حتى يستطعن أن يحققن الكثير من أحلامهن على أرض الواقع. لقد استفادت أوروبا من حكمة الاتحاد عندما توحدت بسوقها الأوروبية المشتركة فجاء الاتحاد الأوروبي الذي جعل منها قوة يحسب لها في عالم اليوم الذي تحكمه القوة ولا شيء سواها. ولعلي أود أن أقول في ذكرى هذا اليوم إن قضية المرأة ليست حرباً بينها وبين الرجل، كلا فالحياة لا تستوي بدون حبهما واتحادهما المشترك ولكنه للأسف صراع فيه نوع من الالتباس والخديعة وعدم الوضوح وبه تحديات كثيرة وضحاياه للأسف الشديد غالباً من النساء، فبالتالي هو قضيتهن وحقهن الذي لا بد منه من أجل حياة أفضل كي ينعكس على فلذات أكبادهن. وإذا أردنا الحديث عن إمكانية التعاون بين النساء واتحادهن لأجل مصلحتهن فهناك الكثير من المعوقات لهذا الاتحاد الذي لا بد منه لنجاح أي قضية مهما كان نوعها. ولعل أبرز هذه المعوقات يتمثل في أن الجموع الغفيرة من النساء هن من الأميات وهذه من أكبر المشاكل التي تعرقل فهم المرأة لدورها الطليعي وأهميته، وبالتالي لا يمكن أن نتحدث عن تطور وتغيير في عقلية المرأة ومواقفها ما لم نتحدث عن وعيها وثقافتها ولو بالحد الأدنى كمتعلمة. كما أنه لا بد للمرأة من الإيمان بقضيتها مهما كانت وفي شتى المجالات، فالكثير من المبدعات العربيات اللاتي تألقن في مجالهن نبع هذا التألق من إيمانهن الكبير بقضاياهن وتحديهن للمصاعب بروح المسئولية والعقلية المستنيرة. فحينما تألقت الشاعرة سعاد الصباح قيل أن من يكتب لها هو الشاعر الكبير نزار قباني فرحل الشاعر واستمر عطاء الشاعرة. وحينما تألقت الكاتبه أحلام مستغانمي قيل أن هنالك من يكتب لها، وحين استحوذت الدكتورة نوال السعداوي على عقول الكثير من النساء والرجال بعقلها وعلمها قيل أنها تحض النساء على الفجور! وعندما آمنت الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم بقضيتها وناضلت من أجلها قيل عنها ما قيل. التحية من قبل ومن بعد لكل امرأة سودانية آمنت بقضيتها وناضلت من أجلها حتى استقامت. ومن هنا لا بد من اتحاد المواقف وتضامن النساء بمختلف فئاتهن العمرية ودرجاتهن العلمية. ليس من الضرورة إيجاد اتحاد نقابي أو روابط معينة وإنما يعملن وكأنهن في خندق واحد وصاحبات قضية واحدة يدعمن بعضهن بعضا ولا تقلل واحدة من شأن الأخرى كي تعبّر قضيتهن فعلاً عن عمق المعاناة وعن صدق الرغبة الحقيقية في الانعتاق والتحرر من الأفكار والممارسات التي تحط من إنسانية المرأة وكرامتها، وكي يتحقق ذلك لا بد من توعية وتثقيف النساء من قبل المؤسسات النسوية كما على الحكومات الانتباه إلى المجتمع من خلال المرأة، فقياس تطور المجتمع وتحضره يكون بمستوى وعي المرأة فيه وقدرتها على العطاء. جديه عثمان - لندن – المملكة المتحدة مدخل للخروج: حدِّث الأشواق عن لهفي عليك.. كي تعلم الأشواق أني مذ عرفتك لم تعد تقوى على شوقي إليك.. حدث الميلاد بلغ شاطيء التاريخ سجل كل إحساسي لديك.. وارسم فراشات الهوى طيفا يهيم على يديك.. فالسحر منك يضيئه سر الحياة على أرائك مقلتيك..