{ هو المثلث الذي اختارت (مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج) أن تجعله عنواناً للمرحلة القادمة من نهجها في إرساء قواعد السلام ونشر سياسة التعايش. وهو أيضاً ما تعاهدنا عليه كإعلاميين من مختلف مجالات وقنوات الإعلام في ختام ورشة العمل القيمة التي شهدناها بدعوة كريمة من المفوضية بالتعاون مع (برنامج الأممالمتحدة الإنمائي) التي أقيمت مؤخراً لبحث أفضل الممارسات والدروس المستفادة والرؤية المستقبلية لبرامج الإعلام والتوعية المناسبة التي تتوافق مع نشاط وأهداف المفوضية على ضوء تجاربها السابقة واستصحاب آراء ومقترحات الإعلاميين ذوي الخبرة من أجل الوصول إلى صيغة شراكة ذكية واضحة تخدم أمن المجتمع والبلاد. { والمعلوم أن المفوضية تقوم بتسريح وإعادة إدماج قدامى المحاربين للإسهام في التنمية وإظهار الكثير من التقدير لتضحياتهم العظيمة ومساعدتهم على العودة إلى الحياة المدنية بحيث تتم إعادة توجيه الأموال العامة من القطاع العسكري إلى القطاع الاجتماعي دون أن يعتبر برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج برنامجاً تقاعدياً أو برنامجاً للتشغيل ولكنه البرنامج الذي يوفر لجمهوره المهارات اللازمة لكسب العيش المستدام كمدنيين. وتقدم لهم أولاً مساعدات قصيرة الأجل تلبي احتياجاتهم الضرورية من المواد الغذائية والملابس وبعض المال، ويتلقون أثناء ذلك تدريباً مهنياً ودعماً مادياً لتمكينهم من بدء أعمالهم الخاصة. { ولأن الإعلام يعد جزءاً أصيلاً من برنامج التمكين لتلك المفاهيم والغايات النبيلة، كان لزاماً على المفوضية الاستعانة به بمختلف وسائله الشيء الذي كان وراء قيام تلك الورشة التي تعتبر ملتقى جامعا للتلاقح والتفاكر أعمل فيها المشاركون أذهانهم للوصول إلى صيغة متكاملة وضافية وفاعلة لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الإعلام والمفوضية للوصول إلى أفضل النتائج وآمنها. وقد تم خلال الورشة تقديم كافة المعلومات والبيانات عبر أوراق عمل شاملة أبرزها تلك التي قدمها الأستاذ /تاج السر علي الزين، ثم طرحت أسئلة محددة حول أهم المعايير والمحاور أجاب عليها المشاركون على شكل مجموعات تم من خلالها عرض التوصيات التي شكلت بدورها أهم فقرات البيان الختامي الذي تلته المفوضية ليتم بعدها تكريم الجهات الإعلامية المشاركة في الورشة والإعلان عن تكوين لجنة إعلامية لمساندة المفوضية في مهامها. { ومن أهم تلك التوصيات التي فتحت الباب على مصراعيه لكل المبادرات الإعلامية الصديقة، تلك التي دعت إلى خلق علاقات وطيدة بين الجانبين يتم من خلالها إشراك الإعلاميين في كافة التطورات والبرامج الخاصة بالمفوضية، مع الحرص على التواصل الإلكتروني أو من خلال المنابر المفتوحة والدورات التدريبية، بالإضافة إلى استكتاب الصحفيين وتقديم برامج موجهة عبر الإذاعة والتلفزيون مع مراعاة الثقافات المحلية والعادات والتقاليد واللغة واستصحاب الشخصيات المؤثرة والاستعانة بالفنون المحلية لإيصال الرسالة المعينة، مع ضرورة إجراء تقييم دوري لمعرفة المردود والأثر، إلى جانب ضرورة التوازن في تقديم الخدمات للمستهدفين بحياد ودون مبالغة أو تمييز. { وليس الهدف من وراء كل ذلك سوى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام وقبول الآخر، وتعزيز أواصر التكافل والتعاون، ومنح قبيلة الإعلاميين الفرصة الكاملة للقيام بدورها الرسالي في التوعية والتثقيف في ما يتعلق بالأوضاع المصيرية للمشتركين وأسرهم ومجتمعاتهم بحيث يؤدي المثلث أعلاه دوره المتكامل بكل التآزر والاعتدال لننعم بالسلام والرضا الدائم. { تلويح: تحية خاصة لأولئك الشباب الرائعين المؤمنين بمهامهم الإنسانية الذين قاموا بتنظيم ذلك العمل الكبير.. وتحية خاصة ل(عواض عثمان، عفراء، متوكل.. وآخرين) ولكل رجال المفوضية من الخبراء عسانا نشكل إضافة حقيقية لجهودهم الطيبة المباركة.