{ وينقضي اليوم العالمي للمرأة بين اهتمام كبير من جميع فئات المجتمع في كل مكان.. ويفتح أمامنا هذا العام - نحن الصحفيين - أفقاً أرحب للشراكة المستدامة مع جهات مهمة معنية بأمان وكرامة وسعادة المرأة. فتجدنا نحتفل به بشكل مختلف ونحن نتنادى جميعاً لاسيما السيدات منا بدعوة كريمة من أمينة المرأة باتحاد الصحفيين لحضور المؤتمر الصحفي الاستثنائي المنعقد بدارنا العامرة بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، ورعاية وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي، تحت شعار (معاً لخلق شراكة إستراتيجية مع الإعلام) وبحضور مقدر من الأقلام النسائية والسيدات الفاعلات في الشأن العام تتقدمهن الرائعة سارة أبو. { وكان العام المنصرم قد شهد العديد من الفعاليات والأحداث المتعلقة بالشأن النسائي التي وجدت صدىً واسعاً نذكر منها على سبيل المثال قضية الختان وإعادة النظر في العديد من القوانين المتعلقة بالنساء. وكان الأمين العام للاتحاد الفاتح السيد قد رحب بالجميع مؤكداً إدراك الصحفيين جميعاً كمراقبين لحجم الجهد المبذول لدعم قضية المرأة والثغرات التي يجب سدها ومدى ما تقوم به النساء بفاعلية في سبيل تحقيق أهداف المجتمع. مشيراً إلى أن عدد الصحفيات السودانيات وفق بيانات الاتحاد كاد يتجاوز المليون ونصف المليون صحفية تلهث وراء الحقيقة المجردة بكل إخلاص وهو عدد يبز جميع إحصائيات الدول النامية والمتقدمة رغم أن بعض حقوقهن مهضومة ويجب إعادة النظر فيها وبعض الصعوبات التي يسعى الاتحاد لتذليلها. { من جانبها أكدت د.(عطيات مصطفى) مديرة الوحدة أن اليوم العالمي للمرأة يعد سانحةً لتجديد العزم النسائي من أجل تحسين الأوضاع التي أمرنا بها الله وكفلتها التشريعات، وقد وضعت الوحدة إستراتيجية متكاملة للعمل تهدف لمراجعة القوانين الموضوعة لاسيما القانون الجنائي والأحوال الشخصية إذ إن من الملاحظ أن القانون السوداني يحمي المرأة كثيراً ولكنه أيضاً يحتاج لبعض التعديلات، كما تهدف إلى وضع القوانين والمنشورات الجنائية التي تتلاءم مع أوضاع النساء، مع ضرورة رفع الوعي النسائي والمجتمعي تجاه الكثير من قضاياهن وحقوقهن التي يتنازلن عنها بدعوى العاطفة والموروثات الاجتماعية. { ولأن الإعلام يختصر المسافات بين حملة الرسائل والمسؤوليات والقاعدة العريضة من المجتمع كان لابد أن تقوم مثل هذه الشراكة لا سيما أن الدولة نفسها تولي النساء تقديراً خاصاً وتوصي بوضع إستراتيجية إعلامية قومية وإقليمية واضحة. وللعلم فإن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل عبارة عن آلية تنسيقية اتحادية تسعى لرفع الوعي والحماية والرعاية اللاحقة والتأهيل وإعادة الدمج المجتمعي والسعي لتحقيق وضع أفضل للنساء والأطفال. وهذا يجعل غاياتها النبيلة تشتمل على حمايتنا من الصدمات والتحرش والضرب والأذى المادي والمعنوي في سبيل أن نحيا حياةً كريمة تراعى فيها إنسانيتنا في المقام الأول ونمضي نحو التقدم والنجاح في أداء رسالتنا العظيمة التي خلقنا لها ونحن نرفع الرؤوس شمماً ونعمر الأرض ونكتب التاريخ بجيناتنا النسائية الضاجة بالإبداع والحنان والتفوق، فتكون الواحدة منا كائناً يمشي على قدمين من التقدير والتفاني ويرفع رأسه بعيداً نحو السماء مفاخراً بكونه امرأة خلقت لتمنح الحياة عافيتها. { تلويح: كل عام والمرأة السودانية بخير.. رفيقة توازي وتسابق.. عالية ترفض الظلم والضيم.. وتخطو واثقةً تعبر نحو المستقبل الواعد.. والمجد الذي يتناسب مع عطائها المميز.. فتجد الامتنان الذي تستحقه.. وكل عام والجميع بخير.