حالة من اليأس تعتريني كلياً، دورانك أعتى من احتمالات جسدي وجاذبيتك تجرني نحو العميق، البحر خلفي والسماء تمتد أمامي وأنا أفتش عنك بين طيات المطر. الطرقات تنهش أجزائي وتجرني نحو الذكرى. مواكب الأعراس تغادر في هدوء مترف وأنا وحدي يحاصرني الضجيج، تكبيرات الموت تكاد تملأ أُذني الصماء، وكوكب ما يعتلي عرش قلبي يؤذن في أعضائي هلموا لأعطيكم نبأ، وفجأة تكون أنت آخر الأنباء!! ماذا ترتدي اليوم، كيف لون عينيك حينما تثرثران بالشوق، أو كيف تجرك قدماك إليَّ، هذه هي الأخبار التي تردني على رأس كل ثانية. وهذا القلب المخبول لا يدرك أنك لم تأتِ بعد. فالصباح اضمحل وارتدى لون الغياب، ارتداد الصوت يعبث بالجدران الدافئة، والليالي تصوب سهامها العقيمة ضد رحم الغياب. غائب أنت جسداً، ولكنك حاضر في الروح مثل الحياة، فالحياة تظل في الروح ما دامت الروح في الجسد، وما دمت غائباً بالجسد ومادمت روحي التي تمردت عليَّ وغادرتني لجسد آخر. يسرني أن تحرك روحك جسدي ويسعدني أن آتمن روحي على جسدك لحين اللقاء. وأحيطك علماً ويسرني أن أرتديك ستراً كلما ارتدت النساء أنصاف عقولهن واتجهن نحو النسيان. ألم تحتفِ قبيلة النساء يوم أمس بعيد المرأة؟ أنت عيدي الذي أرتقب وأشتهي!! ألم تخرج النساء ويمارسن فنونهن؟ أنت فني الذي لم تمارسه ريشة على لوح أبيض!! ألم يغنين ويزغردن احتفاءً باكتمال حقوقهن وقراراتهن؟ أقولها بملء الفم أنت قراري الذي لم ينطق به لسان أحد. وأنت حقي في الحياة كن معي فقط، حينها سوف أُسقط عن كاهلي تداعيات الرهق، سوف أبحث عنك حين كل طرفة عين، سأطالب بك امتداداً لمطالبة جسدي بالأوكسجين. أعلم أنني سأثير حنق «أحلام مستغانمي» التي كتبت للنسيان رواية! كما أعلم أنني سأفتح باباً للنقد من قبل «بنت السمان غادة» ولكني على يقين من أنك كل ما أشتهي. { خلف نافذة مغلقة: ترتاح في مقلي أعاصير الغياب المُر والغضب المريع.. وأهيم في فرط انتشارك أستغيث الحبر يصرخ بي ويرتد المساء على أكف الصبر في لغتي صريع!! يا أيها المملوء بي عشقاً ترفق وافتح الموت الذي أخشاه خبئ منه ما تستطيع في دمك الملوث بي، لعلي أستطيع رُبَّ الخروج إليك من باب التحام مسامنا هو وحده العطر الذي يحتاجه لون الربيع.