{ هذا الاسم ليس لدولة ولا لشخص، ولا هو بالاسم العلمي لحشرة أو كائن حي أو نبات، كما يوحي للوهلة الأولى، ولكن هي ظاهرة مثيرة في أعراض وعلامات الاختلال الدماغي والذهني..! { وكامة (سودو) تعني كاذب أو خادع، وكلمة (لوقيا) تعني المنطق.. أما (فانتاستيكا) فواضح أنها تعني الروعة أو الألق والجودة والجمال، إذ نقول إن هذا الشيء (فانتاستيك). { في هذه حالة ال (سودولوقيا) نجد الشخص وهو يبحر في الكلام المعسول والمنداح والمفعم بالأمنيات والشعور بالعظمة وخلط الواقع بالأحلام والممكن بالمستحيل والحقيقة بالخيال وأحلام اليقظة والأحلام والترهات الوردية، ويكون سعيداً بذلك الوهم أيما سعادة، ويصدق تلك (الفانتازيا) العقلية ويعيش (في نعيم)..! وإذا خرجنا من المجال الطبي لوجدنا أن (السودولوقيا) ضاربة بأطنابها في كل منحي ومنعرج من حياتنا اليومية، ونعيشها ونشاهدها بصورة دائمة ومتواترة.. ففي المجال الرياضي مثلاً نجد أن بعض قادة وإداريي المنتخب الوطني قد (ضربوا) ال (سودولوقيا) وهم يصرحون بأن منتخبات مثل ساحل العاج وغانا تخشى منتخبنا (الله يديهو العافية) وأن مهاجمين من أمثال «دروغبا» و«سلومان كالو» يجدون صعوبة في تخطي دفاعنا الفولاذي، وأنهم بصدد التدرب بسرية تامة لعدم كشف (الخطط العبقرية) للمنتخب..! وكان من الممكن التمادي في ذلك لولا أن أعادت الرصاصات الزامبية الأذهان للواقع الأليم بثلاثة أهداف كان يمكن أن تزيد لولا لطف الله ودعاء الوالدين. { أما في المجال الفني فنجد أن العديد من المطربين (الكهول) يصرون على أنهم لا زالوا شباباً، بل ومن (نجوم الغد)..! ومعهم العديد من (المغنيات) من فئة (الصفقة مالا تعبانة والما بتصفق ما معانا.. مع الخيانة)، نجد هؤلاء يتطاولون على القمم الفنية ويقارنون أنفسهم بأهرام فنية مثل «ابراهيم عوض» و«وردي» بل وحتى أم كلثوم والسيدة فيروز والرحباني، ويعتقد الكثيرون منهم أنهم أروع من اسحق الموصلي وزرياب المغني، ويعيشون في ذلك الوهم وحياة النجوم المصطنعة والتصريحات الجوفاء وتضخيم الذات وازدراء الاخرين..! { وليس ببعيد عنا عالم الاقتصاد والأسعار المرتفعة التي تواصل الارتفاع كل ثانية، ومع ذلك يصر البعض على أن (الوضع تمام التمام) وأن الأسعار في متناول الجميع، و(ما معروف الجميع ديل قاصدين بيهم منو)؟! { بل وحتى في الأرصاد الجوي وتنبؤات الطقس نجد أنه عندما يتدافع الغبار و(الكتاحة) والأعاصير المختلطة بالأمطار والرعد والبرق، يصر مقدم النشرة على أن الجو صحو والسماء زاهية وصافية ولا يُتوقع هطول أمطار أو أي زوابع رعدية!! { ما في مربط الفرس (المجال السياسي) وواقع الفرقاء السياسين فنقول: (دي السودولوقيا ذاتا)!! { وإلى لقاء