في برنامج نجوم الغد الذي يقدمه الفنان والاعلامي الكبير الاستاذ بابكر صديق من خلال شاشة قناة النيل الازرق الفضائية غنت النجمة ميادة ورفعت الرق مع الموسيقى ولبست الساعة في اليمين وخرجت عن المألوف وعرض الاستاذ محمد سليمان صاحب جراب الحاوي ودنيا دبنقا دردقي بشيش فكان بتوجيهاته الجميلة وظرفه المعروف فاكهة السهرة، هز الدكتور الدرديري ابن رفاعة، رفاعة بابكر بدري وشيخ لطفي وبشر وصفق الدكتور محمد سيف الدين ابن القضارف، قضارف الخير والنماء واشاد بأداء المطربة ميادة وتبسم. غنت ميادة (سمحة الهيبة فوق مختار) لمختار ود حمد عمدة المكنية تلك الأغنية الشعبية التي كانت تغني بالدلوكة فيملأ الحماس قلوب الشباب ويدخلون الى حلبة البطان ويقع السوط على الظهور مسببا جروحاً ونزيفاً وقد يتخطى ذلك بعض الشباب فيسل سكينه ويجرح يده عدة مرات ليلفت نظر الحسناوات من الفتيات إليه، نحمد الله انه كان برنامجاً غنائياً وثقافيا قدمت فيه النجمة عددا من اغاني الحماسة التي اختارتها فأحسنت أداءها غناء ولحناً بصوت طروب فاطربت وابدعت وصارت نجمة من النجوم اللوامع او اللامعات وقد ذكرتني تلك الاغنيات بنساء كنت نستمع لهن عندما كنا شبابا وهم الحكامات اللائي كن يغنين بالدلوكة والشتم ونذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر بت القور والجغيمة وإدرة عندما كن يغنين في بيوت الافراح ويلهبن الحماس في الشباب وينزل البقشيش من البنكنوت على رؤوسهن وصدورهن من المعجبين مع خلع الملابس امام العريس للضرب بالسوط وتردد الحكامة (ضرب السوط مو كدي خلو الجعلي اليجي) ويرددن كذلك (السوط السوط يا جنا السوط احر من الموت) ويزداد الحماس ويعرض الشباب وتردد الحكامة اغنية الكنداكة (الكنداكة سيدي وسيد الأراك) والتي يتغنى بها مبدعنا الفنان الشعبي الراحل خلف الله حمد من منطقة العيلفون كما كن يغنين اغنية حليل موسى لموسى ود جلي وتقول كلماتها (حليل موسى يا حليل موسى.. حليل موسى للرجال خوصة) إلخ، كذلك كن يرددن اغنية (قالو الدود قرقر حبس الدرب) التي كان يؤديها ايضا الفنان الراحل سيد خليفة. كذلك غنت الحكامات للزبير باشا ود رحمة اغنية تقول: سموك الزبير فارسا تشد الحيل سموك الزبير بتغير بهجعة ليل وسموك الزبير للضعيف بتشيل وهكذا كانت تستمر اغاني الحماسة فتثير المشاعر والاحاسيس بالكلمات الجميلة والمعبرة عن القيم الاصيلة للفرسان زعماء القبائل والأمة. وقد احسن الاستاذ محمد سليمان عندما اشاد وأطرى على اداء تلك النجمة وطلب منها مزيدا من البحث والتنقيب عن تلك الدرر والمعاني الجميلة للاغنية الشعبية وانا اذ اكتب هذا انما اعبر عن اعجابي بأداء البرنامج وما قدمه للساحة الفنية من مطربين ومطربات مع تمنياتي للاخ بابكر صديق مزيدا من العطاء والتجويد والاشاذة موصولة للفرقة الموسيقية التي افتقدت خالد وسارة وبقيت لمى واسطة للعقد وللكورس الجميل ولقناة النيل الأزرق المتطورة دوماً.