في تصريحات جديدة «لنج» للسيد الإمام الصادق المهدي «أن الجماعة ديل جو وأباطهم والنجم» والآن «أصبحوا فوق النجوم»، والرجل بتقديري صادق في قوله، فالإنقاذ، حسب مصادر بنك السودان، قد وجدت في خزينة الدولة «فقط مائة ألف دولار لا غير»، والآن فقط ميزانية حكومة ولاية الخرطوم وحدها فاقت «المليار دولار»، حسب الأرقام الرسمية. في الفقه الإسلامي إذا اشتكى أحد المصلين من «كثرة الوساوس» على أنه يتوضأ للفريضة الواحدة خمس مرات وأكثر فيبشره الفقهاء على أنه بخير، لأن «الشيطان لا يدخل إلى القلب الخرب»، فالشيطان يوسوس دائماً للذي قلبه عامر بالإيمان، مثلما أن «الحرامي لا يتسلق إلا البيت العامر»، فالحرامية لا يعتدون على «الخزن الخاوية»، فأصبحت للإنقاذ خزينة تجتذب اللصوص. أنا لا أتصور أننا كنا ملائكة لما كانت خزينة دولة السيد الصادق المهدي تكتنز فقط مائة ألف دولار، ثم أصبحنا شياطين لما خزنة دولتنا أصبحت مرتعاً لمليارات الجنيهات وملايين الدولارات، فهنالك أصلاً علاقة طردية بين حجم الأموال المتداولة وحجم الاعتداءات عليها، فكلما اتسعت رقعة الأنشطة الاقتصادية وتمددت مواعين الدولة كبرت «حجم الاعتداءات» على هذه الأموال التي تتسع رقعة مساحتها يوماً بعد يوم. صحيح أنه يمكن الاستفادة من حديث السيد الإمام بزيادة فعالية الآليات المحاسبية والضبطية والمكافحية لبؤر الفساد، فكلما اتسعت إيراداتك وكثرت مواعينك المالية، كنت بحاجة لتفعيل كفاءة آلياتك المحاسبية وحتى العقابية لأنه حتى الآيات القرآنية التي أنزلها الحق تبارك وتعالى لمعاقبة المفسدين هي تخاطب المسلمين، أوتذكرون .. أويسرق المؤمن.. نعم لكن يفترض، وحسب ملاحظة السيد الإمام، ألا نجعل «زمرة المفسدين والحرامية» هي الأخرى تتمدد! وقديماً قال أهلنا في البادية السودانية «البرقة متهومه بالدهن» فطالما هنالك رقاش» ثروة فهنالك اتهامات، فبعض هذه الاتهامات قد يكون صحيحاً وبعضها قد لا يقوى على المشي على ساقين وتخذله البينات والمستندات، هنالك أيضاً مفارقة أخرى فكان رئيس مجلس الوزراء في حكومة السيد المهدي يمتطي «عربة كريسيدا» موديل 1988، والآن الوزير الولائي والمعتمد يمتطي برادو موديل 2010 وسبب هذه المفارقة بسيط جداً فأعظم عربة في عهد السيد الإمام كانت هي الكرسيدا والآن بعض الوزارات تمتلك «طائرة» ليتحرك عليها السيد الوزير ميدانياً. سيدي الإمام فلقد كبر ملك ابن أخيك البشير، وكبرت الأشياء والأموال والأشواق فكانت آمالنا شحيحة يوم كنا نخصص وزارة للإغاثة وللذين يقرأون بتطرف لا أقول إننا الآن نعيش رفاهية فزلزال الانفصال لا زال يلقي بظلاله على حياة الناس، وأن أمام الحكومة الكثير الذي يجب أن تفعله غير أن التباين لا يزال موجوداً بين حكومة يصطف الناس طوابير أمام مخابزها وبين خبز بطبعات مختلفة يصطف على قارعة الطرقات ينتظر من يشتريه، وبرغم ذلك نحتاج إلى زيادة الإنتاج وردم الهوة بين الوفرة وقوة الشراء. وقديماً قال العارف بالله الشيخ ودبدر «أكان ما عجيني منو البجيني؟»، وحكومة المشير البشير لولا قصورها ودثورها لما اجتذبت رجلاً في قامة وتاريخ السيد العقيد عبد الرحمن الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي، الوريث المرتقب لعرش الكيان ولقبة الحزب والتاريخ، ومهما قيل فإن للإنقاذ من «العجين» ما يصلح إلى إجراء توليفة مهما تحدث الناس في رقعتها وحجمها تصبح هي الأوسع! ومهما يكن من أمر يظل السيد الإمام الصادق المهدي قائداً وطنياً جريئاً، ففي بعض هذا التصريح حمّل أطرافاً من المعارضة بأنها «تجيبلهم الكلام» وهي لا تملك إلا التصريحات اليباب، وقبلها بيوم واحد قال إن السيد فاروق أبو عيسى زعيم المعارضة كان في زمرة الشيوعيين الذين نكلوا بالأنصار! مخرج.. السيد الإمام في صفوف المعارضة نعم ولا.. إذن هو في صف الحكومة ..لا ونعم.. هو على الأعراف.. نعم نعم لا لا. اللهم انصر الإنقاذ بالسيد الإمام وانصر الإمام بالإنقاذ واخذل المعارضة بالسيد الإمام وانصر الإمام على المعارضة الشيوعية التي نكلت بالأنصار.. آمين يا رب العالمين.