وتجري الأيام، لتلاحق حملة؛ حملة أخرى لاستئصال شلل الأطفال، يبذل لها برنامج التحصين الموسّع كل ما يلزم من توفير لقاح شلل الأطفال، إلى استمارات العمل التي يتم تسجيل تطعيمات الأطفال عليها. وعلى تعاون وثيق مع الشركاء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف والمتطوعين، جرت الأيام الماضية إحداثيات الحملة القومية لاستئصال شلل الأطفال التي بنيت على معلومة مؤكدة لوجود حالة مسجلة بدولة مجاورة، بينها والسودان طريق معبّد يسمح بدخول الوافدين واللاجئين. وكما هو معروف فإنه كفيروس ينتقل بسرعة ساحقة. ولأن وزارة الصحة عبر برنامج التحصين الموسّع عاقدة عزمها للمحافظة على إعلان السودان خاليا من شلل الأطفال فإنها تقيم دنيا الحملة لتقعدها وصولاً لكل طفل خلال فترة الحملة التي بالكاد تصل إلى الثلاثة أيام. الأيام السابقة شرع الإعلان يخبر الأمهات والأسر عبر الفضائيات والإذاعات، عن ضرورة السماح للأطفال بمنحهم حقهم في الجرعة التنشيطية - التي لا تغني عن الجرعات الدورية للطفل منذ ولادته وحتى الشهر التاسع - وهي جرعات تعزز للطفل قدرته المناعية، وتصبح كإجراء احترازي في ظل الدخول المستمر للوافدين والأجانب الذين لا يتلقون الفحص اللازم أو الجرعات اللازمة لتفادي العدوى لأي من الأمراض المنقولة بمختلف طرق نقلها. لا خير فينا إن لم نقلها، كلمة الحق في برنامج التحصين الموسّع الذي يسعى جاهداً لاستزراع الوعي والتثقيف الصحي بضرورة التطعيم، ولاستنهاض كل العزائم الوطنية في القطاعات الخاصة لنصل إلى مستوى المانحين في الدول الخارجية التي توفر هذه اللقاحات الممنوحة من قبل المنظمات الدولية - ونعرف أمر وثائق ومفاوضات السلام التي من تبعات تطبيقها تقليل كثير من المنح التي تصلنا من المجتمع الدولي إن كانت في الدواء أو المشروعات - مما يجعله تحدياً ماثلاً بالنسبة للمانحين المحليين للاستثمار في أطفال السودان بدلاً من اللاعبين المحترفين والفلل الاستثمارية التي لا يسكنها أحد!! أحد التفاصيل المزعجة التي يجب أن يراعيها برنامج التحصين الموسّع هو الشك المصاحب لبعض الأمهات من استصحاب اللقاح لبعض الآثار الجانبية من حمى أو إسهال أو استفراغ أو تحسس جلدي الشيء الذي يمكن أن يكون مانعاً من منح الطفل حقه الشرعي في التطعيم إن كان الأساسي أو التنشيطي. وهذا ما يجب أن يكثر الدقّ عليه كل مرة عبر رسائل البرامج المشاهدة والمسموعة والاعتمادات على الثقافات والعادات المختلفة. والشراكات الفاعلة مع الشركات العاملة في مجال الوجبات الغذائية للأطفال أو العصائر عبر كلمات وجمل خفيفة ومؤثرة كما نراه الآن في أفواه أطفالنا منتقلاً يسيراً بجمل إعلانية صالحة أو طالحة! الطلح واحد من الأفكار أو قل العلاجات البلدية التي تعشقها الحبوبات في درء أخطار كثيرة للأطفال تبدأ من (الاستفراغ) المتكرر لحديثي الولادة وانتهاءً بجعله التدليك اليومي لخروج الأسنان الأولى للطفل. لكنه يتلوى مجرد دخان أمام قدرة الشلل في اختراقه لدفوعات الخلايا والأمهات والحبوبات. لهذا لا يمكن ولا يجدي معه سوى جرعات مؤسسة ومنشطة تصبح هي خط دفاع الطفل من الإصابة به. وربما يفلح البرنامج الموسّع عبر كوادره الإعلامية في استخدام الأفكار التقليدية المتوارثة لأن تكون هي في ذاتها المدخل المناسب لتمرير التثقيف الصحي بالتطعيم، كأن تستخدم لكل حملة فكرة، (حملة الطلح) أو (حملة المحلب)... الخ.. والتطعيم من الحقوق الأولى للطفل ومنحه له يساعد في حفاظنا كأسر ودولة ومجتمع على حقيبتنا الاقتصادية دون إنهاك لعلاج أمراض يمكن تداركها بالجرعات.