{ نحاول بإذن الله أن نجعل العمود خالصاً، كل هذا الأسبوع لصناعة السينما في السودان، بعد أن فجر الدكتور هشام محمد عباس كل كوامن هذا الشجن فينا، بإصدارته الفنية المتخصصة عن أول فيلم روائي أنتجته مدينة عطبرة هو (آمال وأحلام) الذي يعتبر من كل النواحي رائداً للسينما السودانية وبداية تاريخها. { أولاً: لأنه الإصدارة وثقت للسينما السودانية كلها، وهي وجع قديم عندنا، وهم ممتع، قتلته في الجوف سياسات، لا تعلم مدى أهمية الفن السابع في تعبئة الشعوب والتوثيق لها. { وثانياً: لأننا نعلم كيف تم اغتيال السينما السودانية حتى أصبح أغلى معاملها الذي أهدى لنا من العراق، مجرد خردة وتهاوي صناعها المحترفون وآخرهم (بريمة) موتاً وتشريداً، ومن يصدق أن واحداًَ من أغلى فناني المونتاج السينمائي يعمل في العلاقات العامة.. الأستاذ أحمد مختار!! { ونعود للإصدارة الوثيقة التي أرخّت لصناعة السينما بفيلم «آمال وأحلام» الذي أنتجه وصوره أستاذ الأجيال الراحل الرشيد مهدي، صاحب أشهر استديوهات التصوير في الدنيا، وأخرجه أستاذ الأجيال الراحل الأستاذ إبراهيم حسين ملاسي.. أحد أبرز أساتذة علوم الأحياء وأبرز نشطاء الدراما السودانية مسرحاً وسينما. { وحتى يكون القارئ قريباً من المسألة نقول إن الرشيد مهدي عليه الرحمة أول من أسس للسينما الروائية هو والد الأستاذة سهير الرشيد التلفازية المسرحية التي اشتهرت في الثمانينات، ثم غادرت مع زوجها للاغتراب وعادت الآن لتدير إعلام جهاز المغتربين، وهو عم الصحفي الرقم محمد حسن مهدي أول من أشرف على طباعة دليل الهاتف، واستمر لسنوات يصدره حتى تولت الأمر شركات الاتصالات. { الرشيد مهدي أول سوداني تدرب في فن التصوير في معامل كوداك العالمية بفرعها بالقاهرة، كما أثبتت دراسة الدكتور هشام الذي اعتمد في توثيق هذه الحالة على مذكرات الرشيد مهدي وروايات ابنه أمين الرشيد صاحب استديو أمين بعمارة الضرائب، والأستاذ الراحل أمين عبد المجيد مدير عام البنك الإسلامي رئيس لجنة تطوير عطبرة وأحد أبنائها البررة. ونواصل.. ودمتم