لاشك ان صناعة السينما فى السودان من الممكن ان تعمل وبشكل ملحوظ ومؤثر على تطوير سبل المعرفة الجماهيرية بفعل الصورة المتحركة والكلمة المسموعة، وان هذه المجهودات لوتحققت تكون مناسبة لتوثيق وتأصيل الحياة الثقافية السودانية وتنوعاتها المختلفة ومهما يكن من امر بشأن تاريخ بداية السينما فى السودان الآن ان التاريخ المدون يقول ان الراحل الرشيد مهدى هو صاحب اول فيلم سودانى روائى تم انتاجه فى عطبرة آمال واحلام وقد سجل هذا الفيلم سبقا فنيا مشهورا توجت بموجبه مدينة عطبرة رائدة للفن السابع على مستوى القطر وقد تحقق هذا الانجاز بفضل السينمائى الرشيد مهدى الذى اختار مجال الفن السابع ليدخله فى عقد الستينيات مصدر بارع وكاتب سيناريو بدرجة امتياز ومونتير بارع فى التوثيق والربط وانتج فيلم آمال واحلام دون معينات تذكر غير عزمه وتصميمه وموهبته الفذة وبعض الاجهزة استجلبها لتكون نواة لصناعة السينما فى السودان. وآمال واحلام تمت عملية تحميضه وطبعه بمدينة ميلانو شمال ايطاليا وجاء الفيلم سودانيا خالصا فى موضوعه وتصويره والقصة والسيناريو والمونتاج للرشيد مهدى والاخراج لابراهيم ملاسى وشارك فى التمثيل عبدالرحيم عبدالله وليلى حسن والطيب حسن وجعفر عز الدين وعلى ابنعوف وشارك بالغناء الفنان حسن خليفة العطبراوى اما آمال وأحلام فهى آمال الشعب السودانى واحلامه فى العيش الكريم والحياة الفاضلة واكبر شهادة نالها الفيلم عبارات قالها وزير المواصلات الزامبى الذى زار عطبرة منتصف الستينيات وشاهد الفيلم، وقال ان المادة ينبغى ان لا تسيطر على الانسان وان الاخلاق والمثل العليا يجب ان تسود فوق الاعتبارات المادية التحية للراحل الرشيد مهدى فى ذكرى رحيله الثالثة