} ردة فعل منبر السلام العادل وردة فعل رئيسه الأستاذ الطيب مصطفى تجاه كافة الأحداث والتطورات التي تشهدها بلادنا، ظلت وعلى الدوام تنتج طاقة سالبة في ظل نقده ومجابهته للكثير من الخطوات الإيجابية التي تخطوها الحكومة تجاه حكومة جنوب السودان على شاكلة الاتفاق الإطاري الأخير، وقد خرج علينا المنبر ببيان يقول فيه إنه سيجابه هذا الاتفاق الذي يعتبره (نيفاشا تو) وأن الحكومة تقدم تنازلات وتفصل في ملفات هي ليست من أولوياتها ولا تشكل مصلحة للمواطن وفي المقابل تشكل حلولاً لمشاكل مزمنة تعاني منها حكومة الجنوب. } هذه (الطاقة السالبة) التي ينتجها السيد الطيب مصطفى تحمل الآخرين من أعدائه وهم كثر على إنتاج (طاقة موجبة) تدافع عن الخطوة التي خطتها الحكومة تجاه حكومة الجنوب لاسيما وأن الأستاذ الطيب مصطفى يصنع للكثيرين مواقفهم ويدفعهم إلى الاتجاه الآخر، وبهذه الطاقة والطاقة الأخرى المساوية لها في المقدار والمعاكسة لها في الاتجاه تحصل الحكومة دائماً على (صفر كبير) كنتاج للمعادلة الإعلامية وهو صفر سياسي مرغوب ومطلوب في الصراع السياسي ويجنبها اتحاد قادة الرأي في مواجهتها، ولذلك تتسلل الحكومة وتهرب من منطقة العك هذه وتمضي في برنامجها وهي تتركهم يتصارعون ويلهثون في إنتاج الطاقة وممارسة القصف المدفعي العنيف فيما بينهم. } ظاهرة الطيب مصطفى لم تنشأ من فراغ وإنما هي نتاج التطورات السياسية المتلاحقة وتعقيداتها فيما يتصل بالصراع السياسي بين الشمال والجنوب في ظل طرح عنصري لئيم تمارسه قيادات الحركة الشعبية، ومن خلفها عناصر شمالية رخيصة لحقت بالحركة الشعبية في خواتيم الثمانينات وهي تفتقد لعنصر البقاء السياسي والمنافسة والرصيد الذي يمكن أن يدفع بها إلى المواقع المتقدمة داخل الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد وقتها بما في ذلك المستقبل الذي يبدو أكثر بؤساً من الحاضر الماثل آنذاك، وذلك على مستوى التوجهات السياسية والحزبية التي ينتمون إليها وعلى مستوى أفرادهم وكسبهم، وكلنا يذكر الحصيلة الضعيفة التي خرج بها الحزب الشيوعي في انتخابات 1986م والتي لم تتجاوز المقعدين، وفي المقابل تصاعد حظوظ التيار الإسلامي الذي حاز على (52) مقعدًا في تلك الانتخابات، ولذلك كان المد الشيوعي الرافد للحركة الشعبية في أعلى معدلاته وحتى عرمان نجده انضم إلى الحركة الشعبية في الفترة الديمقراطية، وهذا ما يؤكد تفسيراتنا ويكشف زيف الشعارات التي يرفعها هؤلاء والتي تنادي بالديمقراطية والحرية وهم قد تمردوا في عهد (الديمقراطية الجد الجد) وقد كان طرحهم محفزًا على نشوء خطاب آخر يعبر عن قطاعات واسعة في الشمال (السودان اليوم) تتصدى لهؤلاء فكانت ظاهرة الطيب مصطفى. } ساهم الوعي السياسي المتزايد وسط الشماليين ومازال في نمو هذه الظاهرة لاسيما وأن المشكلة لم تنته بعد، بل تتصاعد على يد تلك العناصر اليسارية التي تخطط للتحول بالبلاد (180ْ) وأن يبدأ تاريخ جديد ومرحلة جديدة يؤول فيها الحكم إلى إثنية أخرى، وهذا ما يصطلحون عليه بمصطلح تغيير بنية النظام وتستطيع بعض العناصر من الشماليين التي ربطت مستقبلها بتلك الإثنيات وتزوجت منها أن تحوز على نصيب أهل الشمال عامة من اليسير الذي يمكن أن يخصص لهم، وهذا العرض نراه اليوم يغري آخرين من حزب المؤتمر الشعبي مثلما أغرى اليساريين، وهذا ما أفضت إليه مفاوضات الجبهة الثورية السودانية العنصرية التي صنعت من عامة أهل الشمال (كمبارس) وملحقاً ثورياً يسير خلف عبد العزيز الحلو وعقار ومناوي وأمامهم جميعاً باقان أموم ألد أعداء أهل السودان. } مادام هذا المخطط يقاتل ويتآمر ويجد من يسنده من أهل الشمال، فإن ظاهرة الطيب مصطفى ومن خلفه منبره للسلام العادل ستكون حاضرة وبقوة في كافة الأحداث والتطورات التي تشهدها البلاد، وستبقى الظاهرة ما بقيت هذه الأوضاع الاستثنائية إلى أن يتم حسمها وستتجاوزها البلاد بتصديها للمؤامرات التي تحيكها وسيلعب الوعي دوره في كشف مخططاتهم حتى وإن روّج لها اليساريون والشعبيون، لاسيما وأن الشعب كله يتصور الخطر من جهة هذه العناصر الشمالية المتآمرة على الشمال والقريبة كل القرب من الجنوب ومن التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق ومن يريد أن يختبر هذه الظاهرة بعملية ذهنية عليه أن يتصور أن مشاكلنا مع الجنوب انتهت، وأن العناصر الشمالية المتآمرة قد قطع دابرها ولم يعد هناك عرمان ولا التوم هجو ولا عقار ولا كمال عمر، فمن أين تجد (الانتباهة) عناوينها والمنبر قضاياه التي يتبناها والطيب مصطفى مقالاته وبياناته وتصريحاته التي يخرج بها علينا صباح مساء.