سعدت جداً بالتكريم الذي أُقيم لفنان الشمال العملاق (صديق أحمد) صاحب الحنجرة المميزة التي يصعب جداً تقليدها حتى وإن حاول (هيثم قنتي) التقليد.. (صديق أحمد) تقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن الحديث عنه طالما أنه أثرى الساحة الفنية بأجمل الكلمات وهو يختار الكلم الجيد المميز من شعراء عمالقة على رأسهم عبد الله محمد خير، حيث كونا سوياً ثنائي عبّر عن هموم السودان على وجه العموم وأهل الشمال على وجه الخصوص. صديق أحمد للذين لا يعرفونه فهو إنساني لدرجة كبيرة، فقد اعتاد أن يغني في المناسبات الخيرية دون تردد، ويعرفه طلاب الجامعات، فهو لم يتخلف يوماً عن نداء روابط مروي بالجامعات السودانية المختلفة.. يبادر بالغناء من أجل رسم ابتسامة في شفاه مريض بحاجة إلى فاتورة علاج أرهقته وأرهقت أسرته بسيطة الحال .. يساهم كذلك في دفع فاتورة داخليات طالبات مدينة (أرقي) التي نشأ وترعرع في ربوعها بعد أن خرجَّت فناناً يداوي العليل بطريقة رقيقة حينما كان مساعداً طبياً يعالج المرضى والجرحى ويضمد الجراح ويفرح القلوب التي فقدت الأمل بعد أن تركها الحبيب وغادر.. غنى للعشاق والخضرة والجروف والفيضان والتومات وطلاب المدارس الناجحين وأجمل الحلوين: أجمل الحلوين وين بلودك وين لو إنت ناسي الناس نحن ما ناسين ما كان بتكتب لي ما كنت عارف البي وأخرى تقول للخضرة والجروف والزول السمح خضرة لون الجرف الشايل من لون الزول الزول السمح الشايل من خضرة لون الليمون كان في غنائه يقف مع مظاليم الهوى يواسيهم ويحاول أن ينسيهم بشتى الطرق حينما يقول نسيتك أنا ونسيتك نسيتك ..ما لأني إنسان ونسَّان ونسيت كل السماحة الفوق دربو بقيت غناي وخليتك بلد بحالو وقمت رحلت بجاي عشان ردة فعل ذكراك جواي بقت (تنتر) (مقص) مرات ولواي غنى للبصات السفرية التي كانت تجوب الرمال قبل أن يتم إنشاء طريق شريان الشمال، حيث كان السفر صعباً للغاية، وكانت هنالك بصات معروفة ومميزة يمتطيها (الناس) القادمون من الشمال لكونها سريعة تقطع الرمال في لمحة البصر، خاصة وأن سائقيها كانوا من ذوي الخبرة، فكان جابر وصابر جرا من السواقين حيث قال: إنت وين يا صابر جرا البلد مالك هاجرها إلى أن يقول: جاء جاري فيها قطع مسطرة ويقصد هنا (رمال) قوز أبو ضلوع حيث جاء صابر جرا بسرعة جنونية حتى كان (درب) البص كالمسطرة (جاء جاري فيها قطع مسطرة) مجَّد كذلك بص التوفيق المعروف داير أقوم بالتوفيق وصل مالي ذي دا ومال السفر غنى (للرايقة) وتمنى عودتها جود يا باري جود (رايقة) لينا متين تعود (رايقة) قالت لي جنيت من زمان بوصيك والبيت شن بوديك الكان مو لخبيت نقطع أم رأس من السبيط التحية للفنان العملاق صديق أحمد.. الفنان الإنسان.. إنسان من الدرجة الأولى. والتحية كذلك للذين قادوا التكريم ونفذوه منذ أن كان فكرة، وهو يستحق ذلك وبحاجة إليه بعد أن ألمت به وعكة (الرجل)..التحية لنادي الطنبور الذي فقدناه كثيراً خلال المرحلة السابقة.. لم نسمع له صوتاً ولكننا الآن نقول له شكراً جزيلاً بعد أن قاد مرحلة التكريم لفنان يستحق ذلك وأكثر، وللفنان صديق أحمد نقول: عديلة عليك.. محل ما تمشي تمشي يا عديلة أبقيلو زي الغيمة رشي.. عديلة عليك..