مع تزايد حدة تبادل الاتهامات بين دولتي السودان وجنوب السودان حول اعتداء جيش كل منهما على أراضي الأخرى هاتف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الجنوبي سلفاكير ميادريت وحثه على ضبط النفس، ودعا البلدين إلى الاتفاق حول إنتاج النفط بينما أعلن وزير الداخلية إبراهيم محمود عن تكوين لجنة مشتركة عكفت على دراسة مقترحات الطرفين للخروج بورقة موحدة لإنهاء التوتر وبناء الثقة. واتهمت الخرطوم الجيش الشعبي بالاعتداء على منطقة هجليلج النفطية بينما اتهمت جوبا الجيش السوداني بالاعتداء على مناطق حدودية بأعالي النيل نحو 120 كيلو متراً داخل أراضيها. وفيما اتهم وفد الخرطوم لمفاوضات أديس أبابا حكومة الجنوب بالسعي لإفشال المفاوضات هدد رئيس وفد الجنوب للمفاوضات باقان أموم بالانسحاب بسبب تواصل الاعتداءات واتهم من سماهم بأعداء السلام بالعمل لتقويض المفاوضات. وقال المتحدث الرسمي للخارجية السفير العبيد مروح في تصريح ل(الأهرام اليوم) أمس الاثنين إن فريقي التفاوض دخلا في اجتماعات مباشرة حضرتها الوساطة كمراقب وترأسها وزيرا الدفاع في البلدين، منوهاً إلى أنه تم النقاش والمكاشفة حول الاتهامات المتبادلة عن التصعيد العسكري والسياسي والإعلامي، لافتاً إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق شفاهي بوقف التصعيد، فضلاً عن تبادل المقترحات وأنهما عكفا على دراستها بغية التوقيع عليها في وثيقة جديدة. وقال مروح إنه حال تم التوقيع عليها ينهي الطرفان التفاوض ويحددان موعداً جديداً لاستئنافه. واعتبر وزير الداخلية إبراهيم محمود إن «هجوم الحركة الشعبية على منطقة هجليج وإعلان رئيس الدولة أنه احتل هجليج، فضلاً عن الاعتداء على تلودي في الأيام السابقة واشتراك الجيش الشعبي الفرقة الرابعة في الهجوم من الأشياء التي تجعل من المستحيل الاستمرار في المفاوضات»، وأضاف: «طلبنا من الوساطة تأجيل المحادثات فهذا المناخ ليس مناخاً جيداً للتفاهم». وشدد وزير الداخلية على حسم أي تفلتات في الحدود مع السودان، وقال خلال تنوير وفد الحكومة لمفاوضات أديس أبابا الجالية السودانية بإثيوبيا، إن السلطات لن تسمح لأية جهة كانت بزعزعة استقرار المواطنين أو المساس به.