* خبر صادم، ومفزع، يحمل في جوفه مأساةً يستعصي وصفها على كل الحروف. * وتفاصيلها تفيض وجعاً، وتنضح قسوة. * حدثت الجريمة المروعة في إحدى ضواحي الخرطوم، عندما رفع أب آثم ابنه الرضيع عالياً وضربه بالحائط تبرماً من صراخه المتكرر. * هكذا.. بكل بساطة! * رفعه في الهواء وضربه بالحائط حتى هشم أضلاعه وسحق عظامه لأنه أزعجه بصراخه ليس إلا! * سحقاً لهدوء لن ينله صاحبه في سقر. * ولن ينعم به حتى بعد الممات. * سحقاً ليد مجرمةٍ وعقل آثم وقلب مجرد من كل حنان. * في ثوانٍ معدودة تناثر الدم ليملأ المكان، وفارق الرضيع الحياة، وانطلق صراخ الأم المفجوعة تنعي موت الإنسانية، وتحكي تبلد الضمير. * واقعة صادمة تؤكد أن قسوة البشر يمكن أن تتمدد لتجتاز حدوداً لا تقربها حتى الضواري والكواسر. * وتشير إلى أن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان أوله معلوم البدايات، وخواتيمه مفتوحة على ما لم يطف لكبار المردة الشياطين على بال. * حتى الحيوانات فاقدة العقل النُهى تستأسد في الدفاع أبنائها وتذود عنهم حتى الموت، ثم يقدم إنسان ميزه الله بنعمة العقل على سحل رضيعه لمجرد أنه صرخ متألماً، أو قرصه الجوع، أو احتاج إلى لمسة حنان من أمٍ رءوم نسأل الله أن يكلأها بعنياته، ويخفف مصابها الجلل، بعد أن فقدت رضيعها ووالده المتوحش في غمضة عين. * دموع تلك المرأة المسكينة لن تجف، وحزنها لن يفنى. * وفجيعتها تستعصي على الوصف. * أي أب هذا الذي يطاوعه قلبه على قتل فلذة كبده؟ * وأي بشرٍ هذا الذي يحمل رضيعاً ليضربه بالحائط حتى الموت؟ * وأي قانون يمكن أن يعاقب مرتكب هذه الفعلة المنكرة؟ * وأي عقاب يمكن أن يصلح قصاصاً لمن قتل البراءة وقبر حنان الأبوة وتجرد من كل عاطفة وشعور؟ * هل يكفي تنفيذ القصاص مرةً واحدة على هذا المجرم الآثم للتكفير عن الفعل المروع؟ * لطفك ورضاك يا رب