كشفت جولة ل(الأهرام اليوم) أمس الثلاثاء بأسواق السيارات المستعملة بولاية الخرطوم عن ارتفاع كبير في أسعار السيارات في الآونة الأخيرة وصل في أقل عرض إلى 40 ألف جنيه للسيارات الصغيرة للصوالين ماركة الأتوس والفيستو، وتوقع تجار سيارات مستعملة أن ترتفع الأسعار إلى نسب عالية وأرجعوا الأمر إلى الارتفاع الكبير في أسعار الدولار وانعدامه في بعض الأحيان بالإضافة إلى السياسات التي اتبعتها الحكومة وحظرها للسيارات ما عدا موديل العام، وقالوا إن تلك الإجراءات حدت من دخول السيارات إلى البلاد وأسهمت بشكل كبير بالإضافة إلى العوامل الأخرى في ارتفاع أسعار السيارات المستعملة التي ظلت تتداول في الأسواق نفسها دون دخول سيارات جديدة علاوة على أن الأمر دعا الكثيرين إلى الإحجام عن العرض مما زاد من تصاعد موقف البيع، وقال بعض التجار في عدد من دلالات السيارات إن الأمر جعل الكثيرين يغلقون منافذ العرض لعدم وجوده في وقت تطالب فيه المحليات بدفع الأرضيات كما إن الإيجارات أضحت تشكل هما كبيرا للعارضين وأصحاب المحلات على كافة الأصعدة الأمر الذي أسهم في تضرر التجار كثيرا. ويرى المواطنون أن السماسرة لهم دور كبير في ارتفاع الأسعار وتحول اتجاه الأنظار إلى موديلات بعينها باعتبار أنها سيارات سوق حيث يتكالب المواطن عليها وبالتالي ترتفع أسعارها قائلين إن السماسرة أيضا يقومون بشراء السيارات من أصحابها لمصلحتهم الخاصة وبأسعار زهيدة ثم يعرضونها بالسعر الذي يريدونه، إلا أن التجار في سوق بحري «الكرين» للسيارات ينفون ذلك بأنهم يسعون إلى التخفيف عن المواطن وتحريك السوق الذي يرون أنه كلما كان متحركا كلما كانت الأوضاع جيدة لهم ولكن الأمر كله متعلق بالسياسات المتبعة التي أدت إلى ارتفاع الدولار والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن بجانب حظر دخول العربات المستعملة، وقال عبدالله سيد سليمان التاجر بالسوق إن الأمر الرئيسي هو زيادة أسعار المدخلات عالميا والأزمات التي ضربت اقتصاديات العالم المتقدم والصناعي زادت من الأسعار في مناطق الإنتاج، بالإضافة إلى العوامل الداخلية، ولاحظت «الأهرام اليوم» أن أكثر الموديلات رواجا في السوق موديلات 2000- وإلى 2006م وهي التي تظل تتداول بكثرة ومرغوبة من قبل المواطنين، ويرى التاجر عبد الرحمن خيري أن هذه الموديلات تعتبر الأفضل من حيث الصناعة ويمكنها التحمل أكثر كما إن إسبيراتها متوفرة ورخيصة وأثبتت النجاح التام ولذلك فإنها مرغوبة أكثر كما إن عربات جياد أيضا تظل تشكل الرغبة لدى الغالبية خاصة موديلات 2003م -2006 التي أثبتت الكفاءة في السوق السوداني نتيجة لتحملها، وأضاف أن العام السابق كانت الأتوس تباع بسعر 19 ألف جنيه والأمجادات أيضا ولكن الآن أقل سعر في حدود 40 ألف جنيه، أما الأكسنات الأصلية فإنها غير موجودة في السوق ولكنها أثبتت أنها جيدة باعتبار أن سعرها ارتفع كثيرا ووصلت في بعض الأحيان إلى 40 ألف جنيه لموديل 2005 أما الجياد موديل 2006 فإن سعرها وصل إلى 50 ألف جنيه وتوقع أن ترتفع الأسعار بوتيرة مختلفة خلال هذا العام. وفي داخل الدلالات رصدت «الأهرام اليوم» مقايضات عدة لموديلات بأخرى حيث يتم تقييم السعر ومن ثم دفع الفرق بين الاثنين وهذا ما ظل يتداول هذه الأيام خاصة في دلالة السيارات بسوق ليبيا أم درمان حيث بلغ سعر الكوريلا موديل 2007 100 ألف جنيه عوضا عن 80 ألف جنيه أي بزيادة 20 ألف جنيه وتتأرجح الأسعار هذه وفقا للموديل، وكما يقول السيد عوض الله إن هذه الأسعار غير حقيقية وتخصع للعرض والطلب ويمكن أن تزيد بوتيرة سريعة أو تثبت لأيام ولكنها لن تنقص أبدا في ظل هذا الوضع.