# عندما تعرفت الى شباب 99199(جمعية مستشفى سرطان الأطفال المجانى) شعرت بفرح غامر لانهم ببساطه قدموا لى نموذجاً أنيقاً للعمل الطوعى بكل ما يلزمه من مثابره وعزيمه وصبر...وكنت حريصه على متابعة رحلتهم حتى بلغوا المرحله التى هم عليها الان والتى تعد فى حد ذاتها "إنجازاً فى مجال علاج السرطان اكد ان النجاح غير مربوط بعمر او بيئه . وكنت قد خلقت علاقات طيبه مع معظمهم لانهم يرغمونك على التوادد معهم من فرط احترامهم للآخر وإهتمامهم به وبالتواصل الإيجابى معه...ويتضح ذلك اولاً فى شكل العلاقات الطيبه فى ما بينهم, فتجدهم يعاملون بعضهم البعض بكل تقدير وفهم ورحابة صبر...يحتملون ظروفهم النفسيه ويتعاونون على الانجاز. # وكان فيهم (يوسف)....يتحرك بينهم كالنسمه, بهدوء وثقه..., لا يتحدث كثيراً ولكنه إن فعل كان قوله الفصل...يسبق عمره بسنوات ضوئيه من الحكمه والوقار...لا تكاد الإبتسامه المريحه تبارح شفتيه...ولكأنى به فيه من الحياء والعفاف ما يجعله دائم البحث عن الكمال....يحبه الجميع...والجميع هذه تعنى الاقربون والاصدقاء والجيران وحتى الماره فى الطريق العام!! كان من المؤسسين للجمعيه الذين وقفوا على الفكره منذ كانت حلماً فى الخاطر...., نفذ العديد من الدورات التدريبيه الناجحه خلالرئاسته لمكتب التدريب...خرج جميع المتدربون على يده بالكثير من الفوائد الإنسانيه أبرزها علاقتهم الوطيده به.., يغمرك (يوسف ) بأهتمامه وحفاوته حتى تذوب خجلاً....له بين زملائه مكانةً رفيعه وفى قلوبهم محبة كبيره..... ولكنه ..رحل...., ترجل عن جواده وأحجم عن مواصلة الرحله..., مات يوسف قبل أن يشهد وضع حجر الأساس لمبنى المستشفى الحلم النبيل الذى ظل يراوده زمناً. بكاه الناس بحرقه وأسى وإحتساب...., وبكته أمه بجلد وصبر وألم كبير....,ثم قررت أن تواصل المسير الذى بدأه...تراها الان حاضره فى كل المحافل والفعاليات لتؤكد حضوره بقلبها ووجدانها ...هى قطعاً لن تنساه ...لذلك تود أن تحي ذكراه لدى الجميع. # لم يستوعب رفقاء دربه بالجمعيه حتى الان معنى فراقه الأبدى....لذلك تجده حاضراً دائماً فى كلامهم وخططهم وحواراتهم وحتى كتاباتهم ورسائلهم ...يعزون بعضهم البعض ويجزلون له الدعاء....وصباح كل جمعه تأتينى رساله قصيره على جوالى من توأم روحه (حسن صالح) يسألنى فيها الدعاء ليوسف بالمغفره ويسأل كثيرين غيرى لابد أن دعوة أحدهم مستجابه. اليوم....يقيموون تأبيناً للراحل (يوسف أحمد على)....وسيشهد هو هذا التأبين لأنه موجود بروحه الطاهره المتجوله فى المكان.. يختمون له القران لينير قبره ويثبته.....ويسردون ذكرياتهم الحميمه معه...ويبذلون له الدعاء بالرحمه والمغفره. لقد ترجل هذا الفارس عن جواده بغته...على حين غره...كانت الصدمه قاسيه ...والوجع كبير..والحزن صارخ....والقلوب داميه....والعيون دامعه....والارواح مكلومه....والفقد عظيم....والراحل لم ولن ينسى...ولا يسعنا الا ان نقول ما يرضى الله : (انا لله وانا اليه راجعون)...لنا الصبر وحسن العزاء...وله الرحمه والمغفره وأحسن الجزاء. #تلويح: التعازى تتكرر لأسرته وأصدقائه ومحبيه...خاصه (حسن صالح ورشا عبيد)...وله نقول):يوسف يا زول يا حكايه...أرقد فى الجنه وما هماك...حنحقق حلمك يا غالى , وحنبنى المستشفى وراك)