كأنَّ الكاتب الإنجليزي العظيم «جورج أورويل» يعنيك شخصياً يا ود مصطفى، حين قال: «تصدر كل دعاية الحرب والصراخ والكذب والكراهية عمن لا يحاربون».. وأنت لن تحارب بالطبع.. فلم نسمع أنك «استشهدت» في يوم ما..!!!! النص: الأرز جيد دون دعاية.. وقناة النيل الأزرق بعافية «مقارنة مع تلفزيون السودان».. لكنها تضحكنا بإعلان سوقي «وشر البلية ما يضحك».. فقد ظل المعلنون - وهذا حقهم - يفرضون صورة ساذجة لامرأة تترك لزوجها الخيار بين أن يشتري لها كيس الأرز المعروف ب«الوابل» أو أن تذهب إلى بيت أبيها «تحت وابل الغضب طبعاً» مطلقة أو «زعلانة»..!! لأن بعض أجهزتنا الإعلامية كالسلطة في تحجر الرؤى والأخطاء الفاضحة لغة وصورة، فإنها لا تخضع مثل هذا الإعلان لمراجعة «أخلاقية»، أو فلتكن «ذوقية»، إنما يتقدم الكسب المادي على ما سواه بحكم «المرحلة».. وفي هذا قد نجد العذر لمؤسسة تحتاج إلى «ترس الإعلان الثقيل» رحمة بأفواه العاملين عليها..! لكن هل تعذرت عبقرية المكان عن تغيير عبارة: «يا هو.. يا بيت أبوي»..! أهل «الأمر بالمعروف» لا تتوفر لديهم ذائقة تفكيك إعلان يقدم ما هو أدنى على ما هو أبقى «الإنسان»... رغم أن الأرز ليس منتجاً سماوياً..!! المهم أن الفتاة التي تغني لكيس الوابل «لابسة توب» ولسنا معنيين بصوتها «الأخشن»..!! لا شك في نظافة الأرز المعني، فهو يدخل بيوتاً يذكر فيها الصبر وأخرى تنتفخ شبعاً.. لكننا بحاجة إلى تنظيف إعلاناتنا من «شبهة الغباء» والتقليد للآخرين.. وقبل ذلك ليت لنا منتجاً سودانياً حقيقياً جديراً بعاطفتنا الصادقة، بدلاً عن وبال الفوارغ..!! أعوذ بالله