* في زاويته المقروءة بصحيفة الصحافة الغراء، أضاف الأستاذ حيدر المكاشفي فصلاً جديداً من فصول كتابته المتحاملة على مخالفيه الرأي من الإسلاميين، وحاول في عدد الأمس إضافة فقرة من فقرات التعميم المخل في تناول القضايا، وحاول جاهداً الربط بين موقفين بينهما مسافة واسعة .. زماناً .. ومقاصد .. * ليس من الإنصاف السعي لتبخيس بعض المواقف النبيلة والتقليل من نبل المقصد فيها ولو تلميحاً، ناهيك عن التعريض الذي تناول به الأستاذ حيدر المكاشفي خبر مشاركة بعض أبناء قيادات حزب المؤتمر الوطني حالياً مع قواتنا المسلحة وجموع المجاهدين بمسارح العمليات الملتهبة .. ليس من حقنا مصادرة الطريقة التي قرأ بها المكاشفي الخبر .. وليس من حقنا منعه من معارضة النظام كما يسميه .. بل ليس لنا حق سلخه من قناعاته التي تتمنى لو أن الأرض انشقت لتبتلع نظام الإنقاذ بقياداته وأبنائهم وبناتهم ومن شايعهم وناصرهم !! .. لكن من حقنا مراجعته ومخالفته في طريقة عرضه للموضوع والخلاصة التي انتهى إليها. * أقول للأستاذ حيدر المكاشفي : كيف (( ستتصرف )) لو دخل العدو علينا الخرطوم .. لا قدر الله ذلك .. ؟!! .. كيف ستتصرف ؟!! .. هل ستهرب إلى مكان سكنك وتترك مواجهة العدو بحجة أنك غير متخصص في شؤون الحرب والقتال، وأن الأمر لا يعنيك بصورة مباشرة لأن هناك من يقع عليهم عبء الدفاع عن عرضك وأرضك، لأن هذه هي وظيفتهم التي (( يأكلون منها الملح والملاح))؟!!.. أم أنك ستحمل سلاحك وما استطعت عليه لتقاوم دفاعاً عن حرماتك ؟!! .. مجرد أسئلة لا علاقة لها بلونك أو موقفك السياسي، ولكنها (( مواقف وألوان الرجالة السودانية )) التي تقابل العدو مكشرة ومشمرة !! * من قال للمكاشفي إن الذين يذهبون إلى جبهات القتال هم من ناقصي التدريب وغير المؤهلين قتالياً لمساندة الجيش والمساعدة الفاعلة في الحرب والقتال ؟!! .. ومن قال لك إن مسيرة وصفحات مشاركة المدنيين مع الجيش في القتال كانت عبئا على قواتنا المسلحة لأنهم ناقصو تدريب وإعداد ؟!! .. ومن قال لصاحبنا المكاشفي إن الريموت كنترول والصواريخ الموجهة والتقنيات المتطورة، هي وحدها من يقاتل في حروب اليوم التي لم تعد تدار بالفراسة والرجالة وحرارة القلب على حد قوله ؟!! .. أرجو صادقاً ومخلصاً من الأخ المكاشفي، وقد عرفت فيه موضوعيةً ورجوعاً إلى الحق وإنصاف الآخرين وإن خالفوه - أرجو منه أن يعيد قراءة سيرة ومشاهد معركة الميل أربعين .. سيجد أمراً عجيباً وغريباً جداً، وهو أن معركة الميل أربعين التي انتصرت فيها الرجالة والفراسة وحرارة القلب على الدبابات والصواريخ المتطورة، لم تكن معركة عسكرية تمت إدارتها بالسلاح .. وإنما كانت معركة شجاعة وفراسة وحرارة قلب نادرة .. كيف يفسر المكاشفي صعود شاب على ظهر دبابة مقاتلة وتفجيرها بالكامل بجسده .. لا بسلاحه ولا عبر الريموت كنترول ؟!! * لا يحتاج د. نافع ولا غيره من قيادات السودان الوطنية في كل أحزابنا، أن يشكر أو يحمد له أمراً إن هو ترك ابنه يشارك الجيش السوداني في جبهات القتال .. ولا يحتاج الأخ الدكتور خليل عبد الله لشكر من أحد إن هو دفع بابنه البكر محمد خليل لمناطق العمليات .. ولا تحتاج قيادات الإنقاذ في الوطني أو الشعبي .. ولا يحتاج رموز التيار الوطني والإسلامي لشكر أو إعلام من أحد إن هم دفعوا بفلذات أكبادهم لمناطق القتال .. والتاريخ الذي يعرفه الأخ المكاشفي يقول إن أبناء الغبش والقيادات، هم من صنعوا بفضل الله كل الذي نعيشه الآن من عز واعتداد بشرفنا وفخر بقدرة نسائنا على تحمل الدفع بأبنائهن إلى جبهات القتال.. هل يطيب عيش الحياة لأم محمد نافع وأخيه .. وهل ستغمض عين أم أي ابن من أبناء أخواتنا وهي تعرف أنه هناك مع الجيش في مناطق القتال ؟!! .. ماذا يفيدها إعلام العالم كله إن قال ليل نهار إن ابنها في صفوف القتال الأمامية ؟!! .. مجرد أسئلة يا مكاشفي .. آمل أن تجد لها رداً .. أنا لم ولن أتهمك بالشيوعية والكفر والإلحاد .. لكنني أقول إنك جانبت موضوعية الطرح وشفافية التناول .. * شكراً لشبابنا الذين تركوا كل مُتع الحياة والتحقوا بصفوف القتال مع جيشنا الباسل .. لن ينقص من عزمهم ولا مضائهم تبخيس كاتب لم يجرب يوماً حرارة القتال .. ولا ضراوة المواجهة .. وكثيرون مثله يكتبون كل شيء في هواء الخرطوم الطلق .. و (( طراوة )) التقليل من قدر الآخرين بحجة المعارضة التي صارت متاحة ومباحة ومضحكة، وإن طعنت في شرف الوطن ونية من يُقبلون على الموت بعين مبصرة وقلب متيقن !!