* بعد التعميم الذي بعثه لأجهزة الإعلام الرسمية عامة والإدارات التابعة لوزارته خاصة، لم نسمع تصريحاً أو نشاهد تلميحاً للأخ المهندس عبد الله علي مسار وزير الإعلام في حكومة القاعدة العريضة!! الأخ الوزير شدد على مسؤوليته الحصرية والمباشرة عن كل ما يصدر من تصريحات .. وأنه على كل من يريد معرفة ما يدور أو يصدر عن الحكومة، أن يستقي معلوماته وأخباره من وزير الإعلام شخصياً!! * منذ ذلك التعميم لم نسمع أو نشاهد المهندس عبد الله مسار وزير الإعلام، والذي يبدو أنه إما مشغول بقضايا وتحديات أخرى أكثر أهمية وخطراً مما يدور في البلاد حالياً .. أو أنه زاهد في التصريح والحديث باسم الحكومة حول القضايا والتحديات الراهنة .. ويبدو الافتراض الأخير أقرب إلى ((المقبول)) والمعقول لتفسير حالة الصمت التي تلف ((فم)) الوزير الفصيح .. فمسار ليس من الذين يتم ((تحريشهم)) ليقاتلوا .. وقد عرفناه في أوقات سابقة، حيث كان مقاتلاً شرساً بالكلام، ومدافعاً موضوعياً عن قناعاته ومواقفه السياسية من خلال مشاركته في الحكومة .. ويبدو الأمر مستغرباً اليوم، وقد تولى مسار حقيبة الإعلام التي تعنى وبالدرجة الأولى بوظيفة وثغرة الكلام والتصريحات لأجهزة الإعلام المحلية والعالمية .. * بكل صدق .. يجد المرء عذراً لوزير الإعلام إن هو أمسك عليه لسانه ولزم مكتبه واستعصم خلف هاتفه الجوال .. عشت في ولاية النيل الأبيض تجربة مماثلة .. من موقعي كوزير للثقافة والإعلام بالولاية تقع مسؤولية ((الناطق الرسمي باسم حكومة الولاية)) ضمن حقيبة اختصاصي .. لكن ما كنت أفاجأ به هو أن يتم التصريح لقناة أو صحيفة، أو أن يلتقي الوالي برئيس الجمهورية مثلاً ويكون وزير الإعلام آخر من يعلم !! .. اجتهادات صحافية وإعلامية كثيرة كانت تتم دون الرجوع لوزارة الإعلام، التي كانت في عهدي آخر من يعلم، ولا أظن أن الأمر كذلك في عهد أستاذنا الوزير حمدتو مختار !! * ربما يكون الأمر محتملاً ومقبولاً في نطاق الولاية، والتي أشهد أن واليها الأخ يوسف الشنبلي كان حريصاً على رد الأمر إليها في كل شأن يخص الإعلام .. لكن ((التفلتات)) كانت تحدث في القضايا والاجتهادات الكبيرة .. وهنا تكمن الأزمة !! * مراجعة عاجلة لعدد من التصريحات والأخبار التي صدرت من عدة شخصيات قيادية وقاعدية في حزب المؤتمر الوطني وحكومته، حول موضوع هجليج والموقف العسكري في جبهتها .. مراجعة عاجلة ستضعنا أمام واقع يحتاج لضبط سيل التصريحات المتتالية .. منهم من قال إن هجليج في القبضة .. ومنهم من قال إنها ستُحرر خلال ساعات .. د. نافع بشرنا بأن قواتنا على بعد 20 كيلومتراً من هجليج .. جاء ذلك عقب تصريحات الصوارمي التي قال فيها إن المنطقة في قبضتنا بنسبة مائة بالمائة !! * ظهر أمس أصدرت رئاسة الجمهورية توجيهاً طالبت فيه المواطنين باستقاء أخبار الجبهات العسكرية من مصادر المعلومات المأذون لها بذلك، وألا يتم التعامل مع بيانات أي جهة أخرى .. أيها الناس .. اضبطوا تصريحاتكم يرحمكم الله