دروس وعبر عظيمة مستفادة بعد تحرير هجليج، لخصها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه أمام البرلمان، مستشهداً ببسالة الشعب السوداني وخروجه التلقائي يوم الجمعة الماضي، تداخلت معها هتافات أعضاء البرلمان بالتهليل والتكبير، في ذات اللحظة تبرع رؤساء وأعضاء البرلمان بمرتب شهر كامل للجنة العليا للاستنفار. بدأت جلسة البرلمان أمس الاثنين الساعة الحادية عشرة والنصف معلناً عن مخاطبة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه أعضاء البرلمان، وبموجب ذلك أرجأ رئيس المجلس الوطني مولانا أحمد إبراهيم الطاهر بيان وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة حول أداء وزارته باعتباره حدثاً تقليدياً، واستعاض عنه بكلمة من وزير العدل حول التداعيات القانونية لاعتداء دولة الجنوب على هجليج. وأعقبته كلمة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وابتدر حديثه قائلاً: نلتقي اليوم في قبة الهيئة التشريعية لنواصل معركتنا، لأن المعركة لن تنتهي إلا بإقامة العدل والميزان وتحرير كل شبر امتدت إليه يد الغزو سواء في جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو دارفور، وإقامة الميزان بأن نؤسس لعلاقة جديدة مع جنوب السودان تقوم على تصحيح السياسة الظالمة، وأضاف معركتنا ليست مع المواطن الجنوبي وإنما مع الحكومة والإدارة التي ارتضت أن تكون أداة لشقاء الدولة الأم، هذا هو التوصيف السياسي. وقال علي عثمان إن معركتنا مع الجنوب لم تبدأ بغزو هجليج وإنما منذ أن اختار الجنوب الانفصال، فقاموا بإشعال الحرب في جنوب كردفان «ومازالت مشتعلة»، فالأمر جد، وما تم للعدو في هجليج تلقين درس، وكذلك سوف يجدون الدرس في تلودي، وامتدح النائب الأول هبّة الشعب السوداني وانتفاضته يوم الجمعة الماضي عقب نبأ تحرير هجليج، وقال: نظرت لكل المواقف الوطنية منذ الاستقلال، حيث أطلقنا على بعضها انتفاضة وملاحم وثورات، ولكن ما رأيت يوم الجمعة يعلو كل المواقف، وأضاف نريد مصطلحاً جديداً نسمي به وقفة الشعب، وأردف ليس بغرض إطلاق المسميات وإنما لنستخلص منها موجهات للعمل الوطني، وأن رسالة الشعب السوداني التي نقيمها في اللجنة العليا قالت «وبالصوت العالي» إنه سيخرج لرد العدوان ودحره حتى لا يرتفع لهم صوت، وأضاف لا بد أن نعيد النظر في استراتيجيتنا الهجومية وأن الشعب السوداني كان على استعداد يوم الجمعة للذهاب لساحات القتال دون إذن، وبالفعل ذهب الكثير لساحات القتال حتى امتلأت وضاقت بهم. واستنكر الأستاذ علي عثمان الإدانة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للعدوان، وقال لن نحرر أرضنا عبر الإدانة الدولية وإنما نحررها عبر مؤسساتنا الوطنية بإقامة العدل والميزان، وأوضح أن رسالة الشعب خاطبت الحكومة بإعادة النظر في سياستها وخططها، فإن وجدتموها في خير عززوها وإن وجدتموه في ضعف فصوبوه وقوموها، واصفاً ما حدث يوم الجمعة الماضي بأنها ولادة جديدة للإرادة الوطنية، لما لها من أثر على العلاقات الدولية. وأردف لا بد أن نوظف السند ليكون صوتنا أكثر إبانة وتشكيل جبهة ديمقراطية متقدمة تكون في مستوى طموح ما خرج به الشعب السوداني. وقال نعكف على تعزيز اللحمة الوطنية، مطالباً الأحزاب بأن تسمو فوق اختلافاتها الشخصية وأجندتها الذاتية من أجل الوطن، موضحاً أن الميدان العسكري متجدد ويقتضي معه تبعات اقتصادية وتوفير موارد، لأن الذين توهموا بأن تدمير هجليج تدمير للشعب، فإنهم مخطئون، وجدد علي عثمان قدرة الشعب على تجديد موارده الاقتصادية وتوفير الموارد التي يحتاجها في المعارك، مشيداً بدوره في إطفاء الحرائق في مناطق البترول بهجليج. وقال لقد عملوا على إطفائها رغم نقص الموارد الفنية، لأننا لا نملك خبرة في مجال إطفاء الحرائق في مناطق البترول. وتوجه علي عثمان بالشكر والثناء لكل من هب لمساعدتهم من الأصدقاء والأشقاء، وأضاف جاءتنا المبادرات التي وضعت موضع دراسة لصياغة أولوياتنا، وناشد كل العاملين في الدولة بأن يكون لهم دور تجاه الوطن لأنه فرض عين. وقال سنتبع قرارات وتشريعات لتنظيم ذلك الدور المطلوب، وأردف أنا على يقين بأن جماهير الجمعة على استعداد لتقديم المزيد شريطة الالتزام بحسن الأداء وترشيد الموارد المتاحة، وأضاف هذا يقتضي إرادة ورؤية ومحاسبة من يقصر. وأوضح علي عثمان أن الأجهزة التنفيذية مطالبة بأن تكون قدوة للتسابق مع الشعب في تحقيق الغاية. وأكد أن المعركة صورها متشعبة وأن العدو له امتداد من عناصر الخلايا النائمة وذوي الهمم الميتة والضمائر الخربة، الذين يؤثرون الكسب بالمتاجرة، في إشارة إلى حركة التهريب في المناطق الحدودية. وقال لن نسمح بعد اليوم لأحد أن يمد عدواً بشيء ولو بشق تمرة. وقال سنطبق أحكام الطوارئ على كل المناطق الحدودية، وتوعد من يثبت تورطه في التخابر بالجزاء، وأضاف لا تفريط ولا تهاون في السيادة بعد اليوم، وسنتخذ كل الإجراءات التي تكفل للوطن حقه